للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبى سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ أنَّه قال: كان رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَعتَكِفُ العَشرَ الوُسُطَ مِن رَمَضانَ، واعتَكَفَ عامًا حَتَّى إذا كان لَيلَةَ إحدَى وعِشرينَ، وهِىَ اللَّيلَةُ الَّتِى يَخرُجُ مِن صبيحَتِها مِنَ اعتِكافِه فقالَ: "مَن كان اعتَكَفَ مَعِى فليَعتَكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقَد رأيتُ هَذِه اللَّيلَةَ ثم أُنسيتُها، وقَد رأيتُنِى فى صَبيحَتِها أسجُدُ فى ماءٍ وطينٍ، فالتَمِسوها فى العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها فى كُلِّ وِترٍ". قال أبو سعيدٍ: فأَمطَرَتِ السَّماءُ تِلكَ اللَّيلَةَ، وكانَ المَسجِدُ على عَريشٍ، فوَكَفَ المَسجِدُ (١). قال أبو سعيدٍ: فأَبصرَت عَيناىَ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- انصَرَفَ عَلَينا وعَلَى جَبهَتِه وأَنفِه أثَرُ الماءِ والطّينِ مِن صَبيحَةِ إحدَى وعِشرينَ (٢). رواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن إسماعيل بنِ أبى أوَيسٍ عن مالِكٍ (٣). قال البخارىُّ: كان الحُمَيدِىُّ يَحتَجُّ بهَذا الحديثِ فى ألا يَمسَحَ الجَبهَةَ فى الصَّلاةِ؛ لأنَّ النبىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رُئىَ الماءُ والطّينُ فى أرنَبَتِه وجَبهَتِه بَعدَ ما صَلَّى (٤).

٣٥٩٥ - أخبرَنا أبو زكريا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ،


(١) وكف المسجد: سقط الماء من سقفه. فتح البارى ٤/ ٢٥٨.
(٢) المصنف فى المعرفة (٨٤٣). وتقدم فى (٢٦٩١)، وسيأتى فى (٨٦١٠).
(٣) البخارى (٢٠٢٧).
(٤) البخارى قبل (٨٣٦). وقال الذهبى ٢/ ٧٢٤: لا يدل؛ لأن مكان سجوده مبلول، ولو كان يمسحه عن جبهته لأراد مسحه مرات ثم يصيبه الماء والطين -صلى اللَّه عليه وسلم-، بل يدل على أن السجود على الأرض أفضل منه على حصير ومنديل.