للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ناسٌ مِن أصحابِه يَعُودونَه، فصَلَّى رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- جالِسًا فصَلَّوا بصَلاتِه قيامًا، فأَشارَ إلَيهِم أنِ اجلِسوا فجَلَسوا، فلَمّا انصَرَفَ قال: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ به، فإِذا رَكَعَ فاركَعوا، وإِذا رَفَعَ فارفَعوا، وإِذا صَلَّى جالِسًا فصَلُّوا جُلوسًا" (١). رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن حَديثِ مالكٍ عن هِشامٍ (٢).

٣٧٠٤ - وأَخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا أبو مُعاويَةَ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ قالَت: لما ثَقُلَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- جاءَ بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فقالَ: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ أسِيفٌ (٣)، وإِنَّه مَتَى يَقومُ مَقامَكَ لا يُسمِعِ النّاسَ، فلَو أمَرتَ عُمَرَ. قال: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فقُلتُ لِحَفصَةَ: قولِى له: إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ، وإِنَّه مَتَى يَقومُ مَقامَكَ لا يُسمِعُ النّاسَ، فلَو أمَرتَ عُمَرَ. فقالَت له، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّكُنَّ لأنتُنَّ صَواحِبُ يوسُف، مُروا أبا بكر فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فأَمَروا أبا بكرٍ فصَلَّى


(١) ابن أبى شيبة (٨٥٨٠)، وعنه ابن ماجه (١٢٣٧). وأخرجه أحمد (٢٤٢٥٠)، والبخارى (٥٦٥٨)، والنسائى فى الكبرى (٧٥١٤)، وابن خزيمة (١٦١٤) من طريق هشام به. وسيأتى فى (٥١٣٧).
(٢) مسلم (٤١٢/ ٨٢)، والبخارى (٦٨٨، ١١١٣، ١٢٣٦).
(٣) رجل أسيف: أى شديد الحزن والبكاء، وقال الأزهرى: أسيف أى رقيق. غريب الحديث لابن الجوزى ١/ ٢٦.