كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب نجاسة الأبوال والأرواث وما خرج من مخرج حى - ج: 5 - ص: 77

فقامَ يَبولُ فى المَسجِدِ، فقالَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَهْ مَهْ!!. فقالَ: "دَعوه". فتَرَكوه حَتَّى بالَ، ثم إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَعاه فقالَ: "إنَّ هَذِه المَساجِدَ لا تَصلُحُ لِشَئٍ مِن [هذا البَولِ] (١) ولا القَذَرِ، إنَّما هِىَ لِذِكرِ اللَّهِ تعالَى، والصَّلاةِ، وقراءةِ القُرآنِ". أو كما قال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأَمَرَ رجلًا مِنَ القَومِ فجاءَ بدَلوٍ مِن ماءٍ، فرَشَّه عَلَيهِ (٢). رواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عن عمرَ بنِ يونُسَ (٣).

٤١٩٨ - وأَخبرَنا أبو القاسِمِ زَيدُ بنُ جَعفَرِ بنِ محمدِ بنِ علىٍّ الحُسَينِىُّ بالكوفَةِ مِن أصلِ سَماعِه، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ علىِّ بنِ دُحَيمٍ، حدَّثَنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبى الحُنَينِ (٤)، حدَّثَنا أبو حُذَيفَةَ، حدَّثَنا عِكرِمَةُ يَعنِى ابنَ عَمّارٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أبى طَلحَةَ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: جاءَ أعرابِىٌّ إلى المَسجِدِ فبالَ فى المَسجِدِ، فقالَ أصحابُ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَهْ مَهْ!!. فقالَ النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تُزرِموه". فلَمّا فرَغَ دَعا به النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالَ: "إنَّ هَذِه المَساجِدَ لم تتخَذْ لِهَذا الخَلاءِ والبَولِ والقَذَرِ، إنَّما تُتَّخَذُ لِقراءةِ القُرآنِ ولِذِكرِ اللَّهِ تعالَى". ثم أمَرَ بَعضَ أصحابِه بذَنوبٍ أو بدَلوٍ مِن ماءٍ فصَبَّه عَلَيهِ (٥).

٤١٩٩ - أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ، أخبرَنا الإمامُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ

---

(١) فى س، ص ٢: "هذه الأبوال".
(٢) أخرجه أبو عوانة (٥٦٧)، والطحاوى فى شرح المعانى ١/ ١٣ من طريق عمر بن يونس به.
(٣) مسلم (٢٨٥).
(٤) فى م: "الحسين". وينظر تاريخ بغداد ٢/ ٢٢٥.
(٥) أخرجه أحمد (١٢٩٨٤)، وابن خزيمة (٢٩٣) من طريق عكرمة به.