كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب ذكر البيان أن هذا النهى مخصوص ببعض الصلوات دون بعض، وأنه يجوز في هذه الساعات كل صلاة لها سبب - ج: 5 - ص: 210

٤٤٥١ - وأَخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن يَحيَى بنِ أبي كَثيرٍ، عن أبي سَلمَةَ، عن أُمِّ سَلمَةَ - رضي الله عنها - قالَت: ما رأَيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بَعدَ العَصرِ قَطُّ إلا مَرَّةً، جاءَه قَومٌ فشَغَلوه فلَم يُصَلِّ بَعدَ الظُّهرِ شَيئًا، فلَمّا صَلَّى العَصرَ دَخَلَ بَيتِى فصَلَّى رَكعَتَينِ (١).

٤٤٥٢ - وأَخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ القَطّانُ، حدثنا علىُّ بنُ الحسنِ الدَّرابَجِرْدِىُّ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ إبراهيمَ الجُدِّىُّ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن الأزرَقِ بنِ قَيسٍ، عن ذَكوانَ، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلِّى على الخُمْرَةِ (٢).

٤٤٥٣ - قالَت عائشَةُ - رضي الله عنها -: وحَدَّثَتنِى أُمُّ سلمةَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيها فصَلَّى رَكعَتَينِ بَعدَ العَصرِ، قُلتُ: هاتانِ الصَّلاتانِ لم تَكُنْ تُصَلّيهِما؟ قال: "أتانِى ما (٣) شغَلَنِي (٤) عن رَكعَتَينِ بعدَ الظُّهرِ فهُما هاتانِ" (٥).

---

(١) عبد الرزاق (٣٩٧٠)، ومن طريقه أحمد (٢٦٦٤٥). وأخرجه النسائي (٥٧٨) من طريق معمر به. وقال الذهبي ٢/ ٨٨٨: هذا على شرط الشيخين.
(٢) في م: "الخمر". والخمر: جمع خُمرة. وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص. القاموس المحيط ٢/ ٢٤ (خ م ر)، والنهاية ٢/ ٧٧.
والحديث أخرجه أحمد (٢٥١٦٣) من طريق حماد به.
(٣) في المهذب ٢/ ٨٨٨: "مال".
(٤) في ص ٢: "يشغلنى"، وفي م: "أشغلنى".
(٥) أخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (٣٠٨٤)، والطحاوي في شرح المعاني ١/ ٣٠٢ =