كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب من استحب الإكثار من الركوع والسجود - ج: 5 - ص: 373

سورَةٍ حَظُّها مِنَ الرُكوعِ والسُّجودِ". فقالَ له أنَسٌ: مَن حَدَّثَكَ؟ قال: وإِنِّى أذكُرُ، وأَذكُرُ المَكانَ الَّذِى حَدَّثَنِى فيهِ (١).

٤٧٥٨ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا أسَدُ بنُ موسَى، حدثنا أبو الأحوَصِ، عن أبي إسحاقَ، عن المُخارِقِ قال: مَرَرتُ بأَبِى ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ وأَنا حاجٌّ (٢)، فدَخَلتُ عَلَيه مَنزِلَه، فوَجَدتُه يُصلِّى يُخَفِّفُ القيامَ قَدرَ ما يَقرأُ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ} ويُكثِرُ الرُّكوعَ والسُّجودَ، فلَمّا قَضى الصَّلاةَ قُلتُ له: يا أبا ذَرٍّ، رأَيتُكَ تُخَفِّفُ القيامَ وتُكثِرُ الرُّكوعَ والسُّجودَ. قال: فقالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "ما مِن عبدٍ يَسجُدُ للهِ سَجدَةً أو يَركَعُ للهِ رَكعَةً، إلا حَطَّ اللَّهُ عنه بها خَطيئَةً، ورَفَعَه بها دَرَجَةً" (٣).

٤٧٥٩ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ هو الأصَمُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبِ، حَدَّثَنِى مُعاويَةُ وهو ابنُ صالِحٍ، عن العَلاءِ بنِ الحارِثِ، عن زَيدِ بنِ أرطاةَ، عن جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رأَى فتًى وهو يُصَلِّى، قَد أطالَ صَلاتَه وأطنَبَ فيها، فقالَ: مَن يَعرِفُ هذا؟ فقالَ رَجُلٌ: أنا. فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: لَو كُنتُ أعرِفُه لأمَرتُه أن يُطيلَ الرُّكوعَ والسُّجودَ؛ فإِنِّى سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إنَّ العَبدَ إذا قامَ يُصَلِّى أُتِىَ بذُنوبِه

---

(١) المصنف في الشعب (٢١٨٢) بذكر المرفوع فقط.
(٢) في ص ٢: "خارج".
(٣) أخرجه أحمد (٢١٣٠٨) من طريق أبى إسحاق به. وقال الذهبي ٢/ ٩٤٤: مخارق لا يعرف.