كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب ما ورد في الاضطجاع بعد ركعتى الفجر - ج: 5 - ص: 471

ورَواه غَيرُه عن شُعبَةَ عن موسَى عن سعيدٍ عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُنقَطِعًا (١). كَذا في هذه الرِّواياتِ (٢)، وقَد مَضَى في الحديثِ الثّابِتِ عن كُرَيبٍ عن ابنِ عباسٍ (٣) ما دَلَّ على أنَّ اضطِجاعَه كان بَعدَ الوِترِ، وقَد يَحتَمِلُ ذَلِكَ ما احتَمَلَ رِوايَةُ مالكٍ، واللَّهُ أعلَمُ.

٤٩٥٠ - أخبرَنا أبو على الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ وأبو كامِلٍ وعُبَيدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيسَرَةَ قالوا: حدثنا عبدُ الواحِدِ، حدثنا الأَعْمَشُ، عن أبي صالِحٍ، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا صَلَّى أحَدُكُمُ الرَّكْعَتَينِ قبلَ الصُّبحِ فليَضطَجِعْ على يَمينِه". فقالَ له مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ: أما يُجزِئُ أحَدَنا مَمشاهُ إلَى المَسجِدِ حَتَّى يَضطَجِعَ على يَمينِهِ؟ قال عُبَيدُ اللَّهِ في حَديثِه: قال: لا. قال: فبَلَغَ ذَلِكَ ابنَ عُمَرَ فقالَ: أكثَرَ أبو هريرةَ على نَفسِهِ. قال: فقيلَ لابنِ عُمَرَ: هل تُنكِرُ شَيئًا مِمَّا يقولُ؟ قال: لا ولَكِنَّه اجتَرأَ وجَبُنّا. قال: فبَلَغَ ذَلِكَ أبا هريرةَ قال: فما ذَنبِى إن كُنتُ حَفِظتُ ونَسُوا (٤).

وهَذا يَحتَمِلُ أن يَكونَ المُرادُ به الإِباحَةَ؛ فقَد رَواه محمدُ بنُ إبراهيمَ التَّيمِيُّ عن أبي صالِحٍ عن أبي هريرةَ حِكايَةً عن فِعلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا

---

(١) أخرجه البغوي في الجعديات (٥٣٣) عن شعبة به.
(٢) في حاشية الأصل: "بخطه: الرواية".
(٣) تقدم تخريجه في (٤٧٤٢).
(٤) أبو داود (١٢٦١). وأخرجه أحمد (٩٣٦٨)، والترمذي (٤٢٠)، وابن خزيمة (١١٢٠)، وابن حبان (٢٤٦٨) من طريق محمد الواحد به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.