كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب البيان أنه إنما قيل: يؤمهم أقرؤهم. أن من مضى من الأئمة كانوا يسلمون كبارا فيتفقهون قبل أن يقرءوا أو مع القراءة - ج: 6 - ص: 78

٥٣٥٥ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ أبى المَعروفِ الفَقيهُ المِهْرَجانِىُّ بها، حدثنا أبو سَهلٍ بشرُ بنُ أحمدَ بنِ بشرٍ، أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ عليٍّ القَطّانُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ جَنَّادٍ الحَلَبِىُّ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو، عن زَيدِ بنِ أبى أُنَيسَةَ، عن القاسِمِ بنِ عَوفٍ قال: سَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ يقولُ: لَقَد عِشْنا بُرهَةً مِن دَهرِنا وأَحَدُنا يُؤتَى الإيمانَ قَبلَ القُرآنِ، وتَنزِلُ السّورَةُ على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فيَتَعَلَّمُ حَلالَها وحَرامَها، وآمِرَها وزاجِرَها، وما يَنبَغِى أن يَقِفَ عِندَه مِنها، كما تَعَلَّمونَ أنتُمُ اليَومَ القُرآنَ، ثُمَّ لَقَد رأَيتُ اليَومَ رِجالًا يُؤتَى أحَدُهُمُ القُرآنَ قَبلَ الإيمانِ، فيَقرأُ ما بَينَ فاتِحَتِه إلَى خاتِمَتِه ما يَدرِى ما آمِرُه ولا زاجِرُه، ولا ما يَنبَغِى أن يَقِفَ عِندَه مِنه، فيَنثُرُه نَثرَ الدَّقَلِ (١).

٥٣٥٦ - أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا سفيانُ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عن أبي السَّفَرِ قال: قال حُذَيفَةُ: إنّا قَومٌ أُوتينا الإيمانَ قَبلَ أن نُؤتَى القُرآنَ، وإِنَّكُم قَومٌ أُوتيتُمُ القُرآنَ قَبلَ أن تُؤتَوُا الإيمانَ (٢).

٥٣٥٧ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا محمدُ بنُ أيّوبَ، أخبرَنا الحُسَينُ بنُ حُرَيثٍ، حدثنا وكيعٌ، عن حَمّادِ بنِ نَجيحٍ، عن أبي عِمرانَ الجَوْنِيِّ، عن جُندُبٍ قال: كُنّا غِلمانًا حَزاوِرَةً (٣) مَعَ

---

(١) الدقل: تمر ردئ لا يتلاصق فإذا نثر تفرق وانفردت كل ثمرة عن أختها. الفائق في غريب الحديث ٢/ ٤.
والأثر أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٣١/ ١٦٠ من طريق المصنف به.
(٢) سعيد بن منصور (٤٨ - تفسير).
(٣) حزاورة: جمع حزْوَر وحزَوَّر، وهو المراهق، والتاء لتأنيث الجمع. الفائق ١/ ٢٨٠، ٢٨١.