كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجمعة - باب الإنصات للخطبة - ج: 6 - ص: 359

عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ شَريكٍ، حَدَّثَنَا ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ يَعنِى ابنَ أبى كَثيرٍ، أخبرَنِى شَريكٌ يَعنِى ابنَ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَمِرٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ (١)، عن أبي ذَرٍّ أنَّه قال: دَخَلتُ المَسجِدَ يَومَ الجُمُعَةِ والنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخطُبُ، فجَلَستُ قَريبًا مِن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ، فقَرأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سورَةَ "بَراءَةَ"، فقُلتُ لأُبَيٍّ: مَتَى نَزَلَت هذه السُّورَةُ؟ فحُصِرَ ولَم يُكَلِّمْنِي، فلَمّا صَلَّى رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاتَه قُلتُ لأُبَيٍّ: إنِّي سأَلتُكَ فنَجَهتَنِى (٢) ولَم تُكَلِّمْنِى. فقالَ أُبَيٌّ: ما لَكَ مِن صَلاتِكَ إلَّا ما لَغَوتَ. فذَهَبتُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ كُنتُ بجَنبِ أُبَيٍّ وأَنتَ تَقرأُ "بَراءَةَ" فسأَلتُه: مَتَى أُنزِلَت هذه السّورَةُ؟ فنَجَهَنِى ولَم يُكَلِّمْنِي، ثُمَّ قال: ما لَكَ مِن صَلاتِكَ إلَّا ما لَغَوتَ. فقالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَق أُبَيٌّ" (٣).

ورَواه عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، عن شَريكٍ، عن عَطاءٍ، عن أبي الدَّرداءِ أو (٤) أُبَيِّ بنِ كَعبٍ وجَعَلَ القِصَّةَ بَينَهُما. ورَواه حَربُ بنُ قَيسٍ عن أبي الدَّرداءِ، وجَعَلَ القِصَّةَ بَينَه وبَينَ أُبَيٍّ (٥)، ورَواه عيسَى بنُ جاريَةَ (٦) عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، فذَكَرَ مَعنَى هذه القِصَّةِ بَينَ ابنِ مَسعودٍ وأُبَيِّ بنِ كَعبٍ (٧)، ورَواه

---

(١) في س: "السائب".
(٢) نَجَهْت الرجل نَجْهًا: إذا استقبلته بما يكفه عنك. غريب الحديث للحربي ٢/ ٥٠١.
(٣) أخرجه ابن خزيمة (١٨٠٧، ١٨٠٨) من طريق ابن أبي مريم به.
(٤) في س، م: "عن".
(٥) أخرجه أحمد (٢١٧٣٠) من طريق حرب بن قيس. وقال الهثمي في المجمع ٢/ ١٨٥: ورجال أحمد موثقون.
(٦) في س: "حارثة". وينظر تهذيب الكمال ٢٢/ ٥٨٨.
(٧) أخرجه ابن حبان (٢٧٩٤) من طريق عيسى به.