كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجمعة - باب السنة في التنظيف يوم الجمعة بغسل، وأخذ شعر وظفر، وعلاج لما يقطع تغير الريح، وسواك، ومس طيب - ج: 6 - ص: 435

وهبٍ: أخبَرَكَ حَيوَةُ بنُ شُرَيحٍ، عن بكرِ بنِ عمرٍو، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الأشَجِّ، عن نافِعِ، أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ كان يُقَلِّمُ أظفارَه ويَقُصُّ شارِبَه في كُلِّ جُمُعَةٍ (١).

ورُوّينا عن أبي جَعفَرٍ مُرسَلًا قال: كان رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَستَحِبُّ أن يأخُذَ مِن شارِبِه وأَظفارِه يَومَ الجُمُعَةِ.

٦٠٣٢ - وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا محمدُ بنُ سعيدٍ، حدثنا يَحيَى بنُ يَمانٍ، عن سُفيانَ، عن رَجُلٍ، عن مُعاويَةَ بنِ قُرَّةَ قال: كان لِى عَمّانِ قَد شَهِدا الشَّجَرَةَ يأخُذانِ مِن شَوارِبِهِما وأَظفارِهِما كُلَّ جُمُعَةٍ (٢).

فأَمّا الحَديثُ الَّذِى رُوِىَ عن ابنِ عباسٍ مَرفوعًا في: "المُؤمِنُ يَومَ الجُمُعَةِ كَهَيئَةِ المُحرِمِ؛ لا يأخُذُ مِن أظفارِه، ولا مِن شَعَرِه، حَتَّى تَنقَضِىَ الصَّلاةُ" (٣). وعن ابنِ عُمَرَ مَرفوعًا: "المُسلِمُ يَومَ الجُمُعَةِ مُحرِمٌ، فإِذا صَلَّى فقَد أحَلَّ" (٤). فإِنَّما رُوِيا عَنهُما بإِسنادَينِ ضَعيفَينِ لا يُحتَجُّ بمِثلِهِما، وفِي الرِّوايَةِ الصَّحيحَةِ عن ابنِ عُمَرَ مِن فِعلِه دَليلٌ على ضعفِ ما يُخالِفُه، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.

---

(١) عزاه ابن رجب في فتح الباري ٨/ ١٠٣ إلى المصنف.
(٢) أخرجه البغوي في الجعديات (١٠٨٤) من طريق يحيى بن يمان به.
(٣) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١٢/ ٤٦٢، ٤٦٣.
(٤) ينظر فتح الباري لابن رجب ٨/ ١٠٢، ١٠٣.