كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجمعة - باب التشديد في ترك الجمعة سوى ما مضى في أول هذا الكتاب - ج: 6 - ص: 446

ابنِ أبي أَسِيدٍ البَرّادِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي قَتادَةَ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثًا مُتَوالياتٍ مِن غَيرِ ضَرورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ على قَلبِه" (١).

تابَعَه سُلَيمانُ بنُ بلالٍ عن أَسِيدٍ (٢).

٦٠٥٥ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى يَعنِى ابنَ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُمَرَ بنِ عبدِ اللَّهِ مَولَى غُفرَةَ، أنَّه سَمِعَ ثَعلَبَةَ بنَ أبى مالكٍ يُخبِرُ عن حارِثَةَ بنِ النُّعمانِ، عن رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إنَّ الرَّجُلَ تَكونُ له الغُنَيمَةُ في حاشيَةِ القَريَةِ يَكونُ فيها ويَشهَدُ الصَّلَواتِ، فإِذا تَعَذَّرَت عَلَيه قال: لَو أنِّى ارتَفَعتُ إلَى رَدهَةٍ (٣) هِىَ أعفَى مِنها كَلأً؟ فيَرتَفِعُ إلَيها حَتَّى لا يأتِىَ المَسجِدَ إلَّا كُلَّ جُمُعَةٍ، حَتَّى إذا تَعَذَّرَت وأَكَلَ ما حَولَها قال: لَوِ ارتَفَعتُ إلَى رَدهَةٍ هِىَ أعفَى مِنها كَلأً؟ فيَرتَفِعُ إلَيه حَتَّى لا يأتِىَ الجُمُعَةَ، ولا يَدرِى ما يَومُ الجُمُعَةِ، حَتَّى يَطبَعَ اللَّهُ على قَلبِه" (٤). وكَذَلِكَ رَواه بشرُ بنُ المُفَضَّلِ عن عُمَرَ بنِ عبدِ اللَّهِ (٥).

---

(١) المصنف في الشعب (٣٠٠٤)، والحاكم ١/ ٢٩٢. وأخرجه ابن خزيمة (١٨٥٦) من طريق ابن عبد الحكم به. والنسائي في الكبرى (١٦٥٧)، وابن ماجه (١١٢٦)، وابن خزيمة (١٨٥٦) من طريق ابن أبي ذئب به. وفي مصباح الزجاجة (٤٠١): إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه الحاكم ١/ ٢٩٢ من طريق سليمان به.
(٣) في س: "رويبه". والردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء. النهاية ٢/ ٢١٦.
(٤) أخرجه الطبراني (٣٢٣٠) من طريق الليث به. وأحمد (٢٣٦٧٨)، والطبراني (٣٢٣١، ٣٢٣٢) من طريق عمر به. وقال الذهبي ٣/ ١١٨٠: سنده متصل، لكن عمر ضعف.
(٥) أخرجه الطبراني (٣٢٢٩) من طريق بشر به. وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ١٩٣: وفيه عمر بن عبد الله مولى غفرة وهو ضعيف.