للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إقامَةٍ، ثُمَّ قامَ مُتَوَكَئًا على بلالٍ، فأَمَرَ النّاسَ بتَقوَى الله وحَثَّهُم على طاعَتِه، ووَعَظَهُم وذَكَّرَهُم، ثُمَّ مَضَى مُتَوَكِّئًا على بلالٍ حَتَّى أتَى النِّساءَ، فأَمَرَهُنَّ بتَقوَى اللهِ وحَثَّهُنَّ على طاعَتِه، ووَعَظَهُنَّ وذَكَّرَهُنَّ وقالَ: "تَصَدَّقنَ فإِنَّ أكثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ". قال: فقامتِ امرأةٌ مِنهُنَّ مِن سَفِلَةِ (١) النِّساءِ سَفعاءُ (٢) الخَدَّينِ فقالَت: ولِمَ ذاكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "لأنَّكُنَّ تُكثِرنَ اللَّعنَ وتَكفُرنَ العَشيرَ". فجَعَلنَ يَنزِعنَ مِن قُرُطِهِنَّ وقَلائدِهِنَّ وخَواتِمِهِنَّ فيَقذِفنَه في ثَوبِ بلالٍ يَتَصَدَّقنَ بهِ (٣). أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن عبدِ المَلِكِ بنِ أبي سُلَيمانَ (٤).

٦٢٦٨ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ الله محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ، أخبرَنا أبو عاصِمٍ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، أخبرَنِى الحَسَنُ بنُ مُسلِمٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: شَهِدتُ العيدَ مَعَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأَبِى بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ -رضي الله عنهم-، وكُلُّهُم يُصَلّيها قَبلَ الخُطبَةِ ثُمَّ يَخطُبُ بَعدُ. قال: فنَزَلَ نَبِىُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كأنِّى أنظُرُ إلَيه حينَ يُجلِسُ الرِّجالَ بيَدِه، ثُمّ أقبَلَ يَشُقُّهُم حَتَّى أتَى النِّساءَ ومَعَه بلالٌ، فقالَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا


(١) السفلة: السقاط من الناس. النهاية ٢/ ٣٧٦. ومعنى السقاط أنها من غير عليه النساء كما جاء وصفها بذلك عند ابن أبى شيبة (٩٨٩٣).
(٢) سفعاء: فيها تغير وسواد. صحيح مسلم بشرح النووى ٦/ ١٧٥.
(٣) المصنف في المعرفة (١٨٩٣). وأخرجه أحمد (١٤٤٢١) عن إسحاق به. والنسائى (١٥٦١)، وابن خزيمة (١٤٦٠) من طريق عبد الملك به. وسيأتى في (٦٢٧٥).
(٤) مسلم (٨٨٥/ ٤). وعنده: "سطة". مكان "سفلة". والسطة: الوسط، أي جالسة وسط النساء. صحيح مسلم بشرح النووى ٦/ ١٧٥.