كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب صلاة العيدين - باب يبدأ بالصلاة قبل الخطبة - ج: 6 - ص: 574

أبو سعيدٍ: أمَّا هَذا فقَد قَضى ما عَلَيه، سَمِعتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "مَن رأَى مُنكَرًا فاستَطاعَ أن يُغَيِّرَه بيَدِه فليُغَيِّرْه، فإِن لَم يَستَطِعْ بيَدِه فبِلِسانِه، فإِن لَم يَستَطِعْ بلِسانِه فبِقَلبِه، وذَلِكَ أضعَفُ الإيمانِ" (١). لَفظُ حَديثِ أبى مُعاويَةَ، رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ عن أبى مُعاويَةَ (٢).

٦٢٧٢ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ نُعَيمٍ، حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا داودُ بنُ قَيسٍ الدَّبّاغُ، عن عِياضِ بنِ عبدِ الله بنِ سَعدٍ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كان يَخرُجُ يَومَ الأضحَى ويَومَ الفِطرِ فيَبدأُ بالصَّلاةِ، فإِذا صَلَّى صَلاتَه وسَلَّمَ قامَ فأَقبَلَ على النّاسِ وهُم جُلوسٌ في مُصَلَّاهُم، فإِن كانَت له حاجَةٌ ببَعثٍ ذَكَرَه لِلنّاسِ، أو كانَت له حاجَةٌ بغَيرِ ذَلِكَ أمَرَهُم بها، وكانَ يقولُ: "تَصَدَّقوا". وكانَ أكثَرَ مَن يَتَصَدَّقُ النِّساءُ، ثُمَّ يَنصَرِفُ، فلَم يَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى كان مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ، فخَرَجتُ مُخاصرًا (٣) مَرْوانَ حَتَّى أتَينا المُصَلَّى، فإِذا كَثيرُ بنُ الصَّلتِ قَد بَنَى مِنبَرًا مِن طينٍ ولَبِنٍ،

---

(١) المصنف في الشعب (٢٨). وأخرجه أحمد (١١٠٧٢)، وأبو داود (١١٤٠)، وابن ماجه (١٢٧٥)، وابن حبان (٣٠٧) من طريق أبي معاوية به. وأحمد (١١٤٩٢)، والترمذى (٢١٧٢) من طريق الأعمش به. ومسلم (٤٩/ ٧٨) من طريق قيس به.
(٢) مسلم (٤٩/ ٧٩).
(٣) أي: مماشيًا له يده في يدي. صحيح مسلم بشرح النووى ٦/ ١٧٧.