للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن حُمرانَ قال: تَوَضّأَ عثمانُ على المَقاعِدِ (١) ثَلاثًا وقالَ: هَكَذا رأَيتُ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضّأُ. ثم قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "ما مِن رجلٍ يَتَوَضّأُ فيُحسِنُ الوُضوءَ ثم يُصَلِّى إلا غَفَرَ اللهُ له ما بَينَه وبَينَ الصَّلاةِ الأُخرَى حَتَّى يُصَلِّيَها " (٢). رواه مسلمٌ في "الصحيح" عن ابنِ أبي عُمَرَ (٣).

وعَلَى هذا اعتَمَدَ الشافعيُّ في تكرار المَسحِ، وهَذِه رِوايَةٌ مُطلَقَةٌ، والرِّواياتُ الثّابِتَةُ المُفَسَّرَةُ عن حُمرانَ تَدُلّ على أن التَّكرارَ وقَعَ فيما عَدا الرأسَ مِنَ الأعضاءِ، وأَنَّه مَسَحَ برأسه مَرَّةً واحِدَةً.

أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ قالَ: قالَ أبو داودَ السجِستانى: أحاديثُ عثمانَ الصِّحاحُ كُلُّها تَدُلُّ على مَسحِ الرأسِ أنَّه مَرَّةً، فإِنَّهُم ذَكَروا الوُضوءَ ثَلاثًا، وقالوا فيها: ومَسَحَ برأسِه، ولَم يَذكُروا عَدَدًا كما ذَكَروا في غَيرِه (٤).

قال الشيخُ: وقَد روِى مِن أوجُهٍ غريبةٍ عن عثمانَ - رضي الله عنه - ذِكرُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ، إلا أنَّها مَعَ خِلافِ الحُفّاظِ الثِّقاتِ لَيسَت بحُجَّةٍ عِندَ أهلِ


(١) قال ابن عبد البر: المقاعد قيل: هى الدكاكين -أى المصاطب- كانت عند باب دار عثمان، كانوا يجلسون عليها فسميت المقاعد. التمهيد ١٢/ ٢٦٣.
(٢) المصنف في بيان خطأ من أخطأ على الشافعى ص ٥٤. وأخرجه الحميدى (٣٥)، وابن خزيمة (٢) من طريق سفيان به، وأحمد (٤٠٠)، ومسلم (٢٢٧/ ٥)، وابن خزيمة (٢) من طريق هشام به.
(٣) مسلم (٢٢٧/ ... ).
(٤) أبو داود عقب (١٠٨).