للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدثنا هِشامٌ، عن أبى الزُّبَيرِ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: كَسَفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في يَومٍ شَديدِ الحَرِّ، فصَلَّى رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَطالَ القيامَ حَتَّى جَعَلوا يَخِرّونَ. قال: ثُمَّ رَكَعَ فأَطالَ، ثُمَّ رَفَعَ فأَطالَ، ثُمَّ رَكَعَ فأَطالَ، ثُمَّ رَفَعَ فأَطالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجدَتَينِ، ثُمَّ قامَ فصَنَعَ مِثلَ ذَلِكَ، فكانَت أربَعَ رَكَعاتٍ وأَربَعَ سَجَداتٍ، وجَعَلَ يَتَقَدَّمُ ويَتأَخَّرُ في صَلاتِه، ثُمَّ أقبَلَ على أصحابِه فقالَ: "إنِّى عُرِضَت علىَّ الجَنَّةُ والنّارُ، فقَرُبتُ مِن (١) الجَنَّةِ حَتَّى لَو تَناوَلتُ مِنها [قِطفًا نِلتُه" أو قال: "قَصُرَت يَدِى عنه" شَكَّ هِشامٌ "وعُرِضَت علىَّ النّارُ، فجَعَلتُ أتأَخَّرُ رَهبَةَ أن تَغشاكُم، ورأَيتُ امرأَةً] (٢) حِمْيَريَّةً سَوداءَ طَويلَةً تُعَذَّبُ في هِرَّةٍ لَها رَبَطَتها فلَم تُطعِمْها ولَم تَسقِها ولَم تَدَعْها تأكُلُ مِن خَشاشِ (٣) الأرضِ، ورأَيتُ فيها أبا ثُمامَةَ عمرَو بنَ مالكٍ يَجُرُّ قُصْبَه (٤) في النّارِ، وِإنَّهُم كانوا يَقولونَ: إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنكَسِفانِ إلَّا لِمَوتِ عَظيمٍ. وِإنَّهُما آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ يُريكُموها، فإِذا انكَسَفا فصَلُّوا حَتَّى يَنجَلِىَ" (٥). أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن وجهَينِ عن هِشامٍ الدَّستُوائىِّ (٦).


(١) في م: "منى".
(٢) سقط من: ص ٣.
(٣) خشاش الأرض: هوامها وحشراتها، وقيل: صغار الطير، وحكى القاضى فتح الخاء وكسرها وضمها، والفتح هو المشهور. صحيح مسلم بشرح النووى ٦/ ٢٠٧، وينظر إكمال المعلم ١/ ٣٣٤.
(٤) القصب: اسم للأمعاء كلها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. ينظر النهاية ٤/ ٦٧.
(٥) المصنف في إثبات عذاب القبر (٩٦)، والطيالسى (١٨٦١). وأخرجه أحمد (١٥٠١٨)، وأبو داود (١١٧٩)، والنسائى (١٤٧٧)، وابن خزيمة (١٣٨٠) من طريق هشام به.
(٦) مسلم (٩٠٤/ ٩).