للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَجَداتٍ. فقالَ: فما جَعَلَ زَيدَ بنَ أسلَمَ عن عَطاءِ بنِ يَسارِ عن ابنِ عباسٍ (١) أثبَتَ مِن سُلَيمانَ الأحوَلِ عن طاوُسٍ عن ابنِ عباسٍ؟ قُلتُ: الدَّلالَةُ عن ابنِ عباسٍ موافِقَةٌ حَديثَ زَيدِ بنِ أسلَمَ عنه؛ رُوِى عن عبدِ اللهِ بنِ أبى بكرٍ عن صَفوانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ صَفوانَ قال: رأَيتُ ابنَ عباسٍ صَلَّى على ظَهرِ زَمزَمَ في كُسوفِ الشَّمسِ رَكعَتَينِ في كُلِّ رَكعَةٍ رَكعَتَينِ (٢). وابنُ عباسٍ لا يُصَلِّى في الخُسوفِ خِلافَ صَلاةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إن شاءَ اللهُ، وإِذا كان عَطاءُ بنُ يَسارٍ وصَفوانُ ابنُ عبدِ اللهِ والحَسَنُ يَروونَ عن ابنِ عباسٍ خِلافَ ما رَوَى سُلَيمانُ الأحوَلُ كانَت رِوايَةُ ثَلاثٍ أولَى أن تُقبَلَ، وعَبدُ اللهِ بنُ أبى بكرٍ وزيدُ بنُ أسلَمَ أكثَرُ حَديثًا وأَشهَرُ بالعِلمِ بالحَديثِ مِن سُلَيمانَ. قال: فقَد روِىَ عن ابنِ عباسٍ أنَّه صَلَّى في زَلزَلَةٍ ثلاثَ رَكَعاتٍ في كُلِّ رَكعَةٍ. قُلتُ: لَو ثَبَتَ عن ابنِ عباسٍ أشبَهَ أن يَكونَ ابنُ عباسٍ فرَّقَ بَينَ خُسوفِ الشَّمسِ والقَمَرِ والزَّلزَلَةِ، وإِن (٣) سَوَّى بَينَهُما فأَحاديثُنا (٤) أكثَرُ وأَثبَتُ مِمّا رَوَيتَ، فأَخَذنا بالأكثَرِ الأثبَتِ (٥).

قال الشيخُ: وإِنَّما أرادَ الشّافِعِىُّ بالمُنقَطِعِ حَديثَ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ حَيثُ قالَه عن عائشةَ -رضي الله عنها- بالتَّوَهُّمِ (٦)، وأَرادَ بالغَلَطِ حَديثَ عبدِ المَلِكِ بنِ


(١) تقدم في (٦٣٧٤).
(٢) سيأتى تخريجه في (٦٤٤٦).
(٣) في س، م: "وإنه".
(٤) في م: "فأحاديثها".
(٥) المصنف في المعرفة (١٩٨٣، ١٩٨٧)، والشافعى في اختلاف الحديث ص ١٩١، ١٩٢.
(٦) تقدم في (٦٣٩٠، ٦٣٩١).