للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٠ - أخبرَنا الفقيهُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ الطّوسِيُّ (١)، أخبرَنا أبو بشرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حاضرٍ، حدثنا أبو العباسِ السَّرّاج، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي سَمينَةَ، حدثنا القاسِمُ بنُ محمدِ بنِ يَزيدَ الجَرمِيُّ، حدثنا سُفيانُ الثَّورِيُّ وهِشامُ بنُ سَعدٍ، كِلاهُما عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ قال: قال لِي ابنُ عباسٍ: ألا أُرِيك وُضوءَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -؟ فتَوَضأَ مَرَّةً، ثم غَسَلَ رِجلَيه وعَلَيه نَعلُه (٢). فهَذا يَدُلُّ على أنَّه غَسَلَ رِجلَيه في النَّعلَينِ. والله أعلَمُ.

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعيُّ قال: قَد روِى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ على ظُهورِ قَدَمَيه، وروِى أنَّه رَشَّ ظُهورَهُما، وأَحَدُ الحديثَينِ مِن وجهٍ صالِحِ الإسناد لَو كان مُنفَرِدًا ثَبَتَ، والذى خالَفَه أكثَرُ وأَثبَتُ مِنه؛ وأَمّا الحديثُ الآخَرُ فليس مِمّا يُثْبِتُ أهلُ العِلمِ بالحَديثِ لَوِ انفَرَدَ (٣).

قال الشيخُ: وإِنَّما عَنَى بالحَديثِ الأوَّلِ حَديثَ الدَّراوَردِيُّ وغَيرِه عن زَيدٍ، وعَنَى بالحَديثِ الآخَرِ واللهُ أعلمُ، حَديثَ عبدِ خَيرٍ عن عَليٍّ في المَسحِ على ظُهورِ القَدَمَينِ (٤). وقَد بَيَّنا أنَّه أرادَ، إن صَحَّ، ظَهرَ الخُفَّينِ، وهو مَذكورٌ


(١) محمد بن بكر بن محمد، أبو بكر النوقانى الطوسى، قال عبد الغافر: حسن السيرة، بالغ في الورع والزهد. وقال الذهبى: الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور ... وكان مع فضائله وكان صالحًا خاشعًا. توفي سنة (٤٢٠ هـ). ينظر المنتخب من السياق (١١)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة ٤٠١ هـ -٤٢٠ هـ) ص ٤٨٩، وطبقات الشافعيَّة للسبكى ٤/ ١٢١.
(٢) تقدم تخريجه في (٢٦٨، ٣٤٤).
(٣) المصنف في المعرفة (٧٣)، والشافعى في اختلاف الحديث ص ١٧٠، ١٧١.
(٤) حديث الدراوردى تقدم تخريجه في (٢٣٣)، وحديث عبد خير سيأتي مسندًا في (١٤٠٣، ١٤٠٤).