كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجنائز - باب: المسلمون يقتلهم المشركون في المعترك فلا يغسل القتلى ولا يصلى عليهم ويدفنون بكلومهم ودمائهم - ج: 7 - ص: 305

ابنِ عبدِ المُطَّلِبِ -رضي الله عنه- وقَد جُدِعَ (١) ومُثِّلَ به، فقالَ: "لَولا أن تَجِدَ (٢) صَفيَّةُ تَرَكْتُه حَتَّى يَحشُرَه اللَّهُ مِن بطونِ الطَّيرِ والسِّباعِ". فكَفَّنَه فى نَمِرَةٍ إذا خُمِّرَ رأسُه بَدَت رِجلاه، وإِذا خُمِّرَ رِجلاه بَدا رأسُه، فخَمَّرَ رأسَه، ولَم يُصَلِّ على أَحَدٍ مِنَ الشُّهَداءِ غَيرِه، ثُمَّ قال: "أنا شاهِدٌ عَلَيكُمُ الَيومَ". وكانَ يَجمَعُ الثَّلاثَةَ والاثنَينِ في قَبرٍ واحِدٍ، ويَسأَلُ: "أيُهُم أكثَرُ قُرآنًا؟ ". فيُقَدِّمُه فى اللَّحدِ، وكَفَّنَ الرَّجلَينِ والثلاثَةَ فى الثَّوبِ الواحِدِ (٣).

أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ قال: هذه اللَّفظَةُ: ولَم يُصَلِّ على أحَدٍ مِنَ الشُّهَداءِ غَيرِه. لَيسَت بمَحفوظَةٍ (٤).

قالَ أبو عيسَى التِّرمِذِىُّ فى كِتابِ "العلل": سأَلتُ محمدًا يَعنِى البُخارِىَّ عن هَذا الحديثِ يَعنِى إسنادَه، فقالَ: حَديثُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ هو حَديثٌ حَسَنٌ، وحَديثُ أُسامَةَ بنِ زَيدٍ هو غَيرُ مَحفوظٍ، غَلِطَ فيه أُسامَةُ بنُ زَيدٍ (٥).

قال الشيخُ: وقَد قيلَ: عن الزُّهرِىِّ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبٍ، عن أبيهِ:

٦٨٨١ - أَخبَرَناه أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا

---

(١) الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة، وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه. النهاية ١/ ٢٤٦.
(٢) أى: تحزن وتجزع. ينظر عون المعبود ٣/ ١٦٤.
(٣) المصنف فى الشعب (٣٥٧) عن الحاكم بالإسناد الثانى، والحاكم ١/ ٣٦٦. وأخرجه الطحاوى فى شرح المعانى ١/ ٥٠٢، والدارقطنى ٤/ ١١٦ من طريق عثمان به.
(٤) علل الدارقطنى ١٢/ ١٧٣.
(٥) علل الترمذى (٢٥١، ٢٥٢).