للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَبيلَه إمّا إلَى الجَنَّةِ وِإمّا إلَى النّارِ، وما مِن صاحِبِ إبِل لا يُؤَدِّى زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ (١) لَها بقاع قَرقَرٍ (٢) كأَوفَرِ ما كانَت، تُسَيَّرُ عَلَيه، كُلَّما مَضَى أُخراها رُدَّت عَلَيه أُولاها، حَتَّى يَحكُمَ اللَّهُ بَينَ عِبادِه، فى يَوم كان مِقدارُه خَمسينَ ألفَ سنة مِمّا تَعُدّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبيلَه إمّا إلَى الجَنَّةِ وِإمّا إلَى النّارِ، وما مِن صاحِبِ غَنَمٍ لا يُؤَدِّى زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ لَها بقاعٍ قَرقَرٍ كأَوفَرِ ما كانَت، فتَطَؤُه بأَظلافِها (٣) وتَنطَحُه بقُرونِها، لَيسَ فيها عَقصاءُ (٤) ولا جَلحاءُ (٥)، كُلَّما مَضَى عَلَيه أُخراها رُدَّت عَلَيه أُولاها، حَتَّى يَحكُمَ اللَّهُ بَينَ عِبادِه، فى يَومٍ كان مِقدارُه خَمسينَ ألفَ سنة مِمّا تَعُدّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبيلَه إمّا إلَى الجَنَّةِ وِإمّا إلَى النّارِ". قال سُهَيلٌ: فلا أدرِى أذَكَرَ البَقَرَ أم لا. قالوا: فالخَيلُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الخَيلُ فى نَواصيها الخَيرُ إلَى يَومِ القيامَةِ -أو قال: الخَيلُ مَعقودٌ بنَواصيها الخَيرُ إلَى يَومِ القيامَةِ- قال سُهَيلٌ: أنا أشُكُّ -الخَيلُ ثَلاثَةٌ؛ فهِىَ لِرَجُلٍ أجرٌ، ولِرَجُل سِترٌ، وعَلَى رَجُل وِزرٌ؛ فأَمّا الَّذِى هِىَ له أجرٌ، فالرَّجُلُ يَتَّخِذُها فى سَبيلِ اللهِ ويُعِدُّها له، فلا يُغَيِّبُ شَيئًا فى بُطونِها إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بها أجرًا، ولَو رَعاها فى مَرْجٍ (٦) ما أكَلَت مِن شَئٍ إلَّا كَتبَ اللَّهُ له بها أجرًا، ولَو سَقاها مِن نَهَرٍ كان له بكُلِّ قَطرَة تُغَيِّبُها فى بُطونِها أجرٌ -حَتَى ذَكَرَ الأجرَ فى أبوالِها وأَرواثِها- ولَوِ استَنَّت شَرَفًا أو شَرَفَينِ (٧)


(١) أى: أُلْقِى لدوسها. ينظر مشارق الأنوار ١/ ٨٧.
(٢) القاع: المستوى الصلب الواسع من الأرض، والقرقر بنحوه. ينظر مشارق الأنوار ١/ ١٨١، ١٩٧.
(٣) الظِّلْف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير. النهاية ٣/ ١٥٩.
(٤) العقصاء: الملتوية القرن. غريب الحديث للخطابى ١/ ٧٩.
(٥) الجلحاء: هى التى لا قرن لها. مشارق الأنوار ١/ ١٤٩.
(٦) المرج: أرض فيها نبات. مشارق الأنوار ١/ ٣٧٦.
(٧) استنت: جرت، والشرف: العالى من الأرض. صحيح مسلم بشرح النووى ٧/ ٦٧.