للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأَرَدتُ أن أدنوَ مِنه فلَم أستَطِعْ أن أدنوَ مِنه، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، استَغفِرْ لِلغُلامِ النُّمَيرِىِّ. فقالَ: "غَفَرَ اللَّهُ لَكَ". قال: وبَعَثَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الضَّحّاكَ ساعيًا، قال: فجاءَ بإِبِلٍ جِلَّةٍ (١)، فقالَ له النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أتَيتَ هِلالَ بنَ عامِرٍ ونُمَيرَ بنَ عامِرٍ وعامِرَ بنَ رَبيعةَ (٢) فأَخَذتَ جِلَّةَ أموالِهِم؟ ". فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى سَمِعتُكَ تَذكُرُ الغَزوَ فأَحبَبتُ أن آتيَكَ بإِبِلٍ تَركَبُها وتَحمِلُ عَلَيها أصحابَكَ. قال: "واللَّهِ لَلَّذِى تَرَكتَ أحَبُّ إلَىَّ مِنَ الذِى جِئتَ به، اذهَبْ فرُدَّها عَلَيهِم، وخُذْ صَدَقاتِهِم مِن حَواشِى أموالِهِم (٣) " (٤).

٧٣٨٥ - أخبرَنا أبو أحمدَ المِهرَجانِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ المُزَكِّى، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن محمدِ بنِ يَحيَى بنِ حَبّانَ أنَّه قال: أخبرَنِى رَجُلانِ مِن أشجَعَ أنَّ محمدَ بنَ مَسلَمَةَ الأنصارِىَّ كان يأتيهِم مُصدَّقًا، فيَقولُ لِرَبَّ المالِ: أخرِجْ إلَىَّ صَدَقَةَ مالِكَ. فلا يَقودُ إلَيه شاةً فيها وفاءٌ مِن حَقَّه إلَّا قَبِلَها. قال مالكٌ: السُّنَّةُ عِندَنا أنَّه لا يُضَيَّقُ على النّاسِ في زَكاتِهِم، وأَن يَقبَلَ مِنهُم ما دَفَعوا مِن زَكاةِ أموالِهِم (٥).

قال الشيخُ: إذا كان فيما دَفَعوا وفاءٌ مِنَ الحَقِّ كمارَواه في حَديثِ محمدِ


(١) جلة: أى العظام الكبار من الإبل، وجَلُّ كل شئ: عظمه. غريب الحديث للحربى ١/ ١١٧.
(٢) في م: "ربيع".
(٣) حواشى أموالهم: صغارها وأدانيها. مشارق الأنوار ١/ ٢١٤.
(٤) الحارث بن أبى أسامة (٢٨٧ - بغية)، ويعقوب بن سفيان ١/ ٣١١، ٣١٢. وأخرجه أحمد (٢٠٦٩٣) من طريق جرير به. وقال الذهبى ٣/ ١٤٥٨: هذا المولى مجهول.
(٥) الموطأ برواية يحيى بن بكير (٤/ ٨ و - مخطوط)، وبرواية يحيى الليثى ١/ ٢٦٧.