للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بشِقِّ تَمرَةِ". قال: فأَتاه رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ بصُرَّةٍ قَد كادَت كَفُّه أن تَعجِزَ عَنها، بَل قَد عَجَزَت عَنها، فدَفَعَها إلَى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فتَتابَعَ النّاسُ في الصَّدَقاتِ، فرأيتُ بَينَ يَدَىْ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَومَينِ مِن طَعامٍ وثيابٍ، وجَعَلَ وَجهُ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ كأنَّه مُدهَبَةٌ (١) وقالَ: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً [كان له] (٢) أجرُها، وأَجرُ مَن عَمِلَ بها مِن بَعدِه مِن غَيرِ أن يُنتَقَصَ مِن أُجورِهِم شَئٌ، ومَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كان عَلَيه وزرُها ووزرُ مَن عَمِلَ بها مِن بَعدِه مِن غَيرِ أن يُنتقَصَ مِن أوزارِهِم شَئٌ" (٣). لَفظُ حَديثِ أبي داودَ الطَّيالِسِيِّ، وحَديثُ النَّضرِ بمَعناه، ولَم يَذكُرِ النَّضرُ: عَلَيهِمُ العَباءُ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ ابنِ المثنَّى عن محمدِ بنِ جَعْفرٍ عن شُعبَةَ، وقالَ: مُجتابِي النِّمارِ (٤) أو العَباءِ مُتَقَلِّدِي السُّيوفِ (٥).

٧٨١٧ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو عمرِو ابنُ أبي جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي الشَّوارِبِ،


(١) في ص ٤: "مدهنة".
ومذهبة: من الشئ المذهب، وهو المموه بالذهب، أو من قولهم: فرس مذهب، إذا علت حمرته صفرة، والأنثى مذهبة. أما على رواية مُدْهُنَة فهى تأنيث المُدْهُن، وهو نقرة في الجبل يجتمع فيها المطر، شبه وجهه لإشراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر. ينظر النهاية ٢/ ١٤٦، ١٧٣، وصحيح مسلم بشرح النووى ٧/ ١٠٣.
(٢) في م، والصغرى، وعند أحمد: "فله".
(٣) المصنف في الصغرى (١٢٨٨)، والطيالسى (٧٠٥). وأخرجه أحمد (١٩١٧٤)، والنسائي (٢٥٥٣)، وابن حبان (٣٣٠٨) من طريق شعبة به.
(٤) في حاشية الأصل: "بخطه: رواه مسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة وقال: مجتابى النمار".
(٥) مسلم (١٠١٧/ ٦٩).