كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الزكاة - باب ما يستدل به على أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى". وقوله حين سئل عن أفضل الصدقة: "جهد من مقل". إنما يختلف باختلاف أحوال الناس في الصبر علي الشدة والفاقة والاكتفاء بأقل الكفاية، وبالله التوفيق - ج: 8 - ص: 335

٧٨٥٤ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ المِهرَجانِيُّ بها، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ، عن محمدِ بنِ عَجلانَ قال: حَدَّثَنِي عياضٌ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ، أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسجِدَ ورسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- على المِنبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ، فدَعاه وأَمَرَه أن يُصَلِّىَ رَكعَتَينِ، [ثُمَّ دَخَلَ الجُمُعَةَ الثّانيَةَ ورسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على المِنبَرِ، فدَعاه وأَمَرَه أن يُصَلِّىَ رَكعَتَينِ] (١)، ثُمَّ دَخَلَ الجُمُعَةَ الثّالِثَةَ فذَكَرَ مِثلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قال: "تَصَدَّقوا". فتَصَدَّقوا، فأَعطاه ثَوبَينِ مِمّا تَصَدَّقوا، ثُمَّ قال: "تَصَدَّقوا". فأَلقَى هو أحَدَ ثَوبَيه، فانتَهَرَه رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وكَرِهَ ما صَنَعَ، ثُمَّ قال: "انظُروا إلَى هَذا؛ دَخَلَ المَسجِدَ بهَيئَةٍ بَذَّةٍ (٢)، فدَعوَتُه فرَجَوتُ أن تَفطنوا له فتَصَّدَّقوا عَلَيه، وتَكسونَه (٣) فلَم تَفعَلوا، فقُلتُ: تَصَدَّقوا. فتَصَدَّقوا، فأَعطَيتُه ثَوبَينِ مِمّا تَصَدَّقوا، ثُمَّ قُلتُ: تَصَدَّقوا. فأَلقَى أحَدَ ثَوبَيه، خُذْ ثَوبَكَ". وانتَهَرَهُ (٤).

٧٨٥٥ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو بكرَةَ بَكّارُ بنُ قُتَيبَةَ القاضِى بمِصرَ، حدثنا صَفوانُ بنُ عيسَى، حدثنا محمدُ بنُ عَجلانَ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبي صالِحٍ، عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه-

---

(١) سقط من: ص ٣.
(٢) بهيئة بذة. رث الهئية. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد ١/ ١٤٦.
(٣) كذا بالنسخ بإثبات النون، وكتب فوقها في الأصل: "كذا"، وذكر محققوا المسند أنها هكذا في نسخ أحمد أيضًا.
(٤) أخرجه أحمد (١١١٩٧)، والنسائي (٢٥٣٥) من طريق يحيى به. وتقدم في (٥٧٥٩، ٥٨٨٢).