كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الزكاة - باب فضل الاستعفاف والاستغناء بعمل يديه وبما آتاه الله عز وجل من غير سؤال - ج: 8 - ص: 384

"لأن يَغدوَ أحَدُكُم فيَحتَطِبَ على ظَهرِه فيَتَصَدَّقَ به ويَستَغنِىَ به عن النّاسِ خَيرٌ مِن أن يَسأَلَ رَجُلًا أعطاه أو مَنَعَه؛ ذَلِكَ بأَنَّ اليَدَ العُليا أفضَلُ مِنَ اليَدِ السُّفلَى، وابدأْ بمَن تَعولُ" (١). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هَنّادِ بنِ السَّرِىِّ، وأَخرَجَه مِن حَديثِ يَحيَى القَطّانِ عن إسماعيلَ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن حَديثِ الأعرَجِ ومِن حَديثِ أبى صالِحٍ وغَيرِه عن أبى هُرَيرَةَ (٢).

٧٩٤٣ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الأسفاطىُّ، حدثنا إسماعيلُ، حدثنا مالكٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ قالا: حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو عمرٍو المُستَملِى ومُحَمَّدُ بنُ شاذانَ قالا: حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، عن مالكِ بنِ أنَسٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عَطاءِ بنِ يَزيدَ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، أنَّ ناسًا مِنَ الأنصارِ سألوا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَعطاهُم، ثُمَّ سألوه فأَعطاهُم، حَتَّى إذا نَفِدَ ما عِندَه قال: "ما يَكُنْ عِندِى مِن خَيرٍ فلَن أدَّخِرَه عَنكُم، ومَن يَستَعفِفْ (٣) يُعِفَّه اللَّهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِه اللَّهُ، ومَن يَصبِرْ يُصَبِّرْه اللهُ، وما أُعطِىَ أحَدٌ مِن عَطاءٍ خَيرٌ ولا أوسَعُ مِنَ الصَّبرِ" (٤). لَفظ حَديثِ قُتَيبَةَ.

---

(١) أخرجه أحمد (١٠١٥١) من طريق قيس به.
(٢) مسلم (١٠٤٢/ ١٠٦) عن هناد، (١٠٤٢/ ... ) من حديث يحيى القطان، والبخارى (١٤٧٠، ١٤٨٠).
(٣) في حاشية الأصل: "بخطه: يستعف".
(٤) أخرجه النسأئى (٢٥٨٧) عن قتيبة به. وأحمد (١١٨٩٠) من طريق ابن شهاب به.