للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سفيانُ، عن عمرٍو يَعنِى ابنَ دينارٍ، عن وهبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عن أخيه قال: سَمِعتُ مُعاويَةَ يقولُ: قال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُلحِفوا (١) في المَسأَلَةِ؛ فواللَّهِ لا يَسأَلُنِى أحَدٌ مِنكُم شَيئًا فتُخرِجَ مَسأَلَتُه مِنِّى شَيئًا وأَنا كارِهٌ فيُبارَكَ له فيها" (٢). لَفظُ حَديثِ سُفيانَ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن ابنِ نُمَيرٍ عن سُفيانَ (٣).

٧٩٥٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ حَليمٍ المَروَزِىُّ، حدثنا أبو الموَجِّهِ، أخبرَنا عبدانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ، أخبرَنا يونُسُ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُروةَ وابنِ المُسَيَّبِ أنَ حَكيمَ بنَ حِزامٍ قال: سأَلتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَعطانِى، ثُمَّ سألتُه فأَعطانِى، ثُمَّ سألتُه فأَعطانِى، ثُمَّ قال: "يا حَكيمُ، إنَّ هَذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَن أخَذَه بسَخاوَةِ نَفسٍ بورِكَ له فيه، ومَن أخَذَه بإِشرافِ نَفسٍ لَم يُبارَكْ له فيه، كالّذِى يأكُلُ ولا يَشبَعُ، واليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلَى". قال حَكيمٌ: فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، والَّذِى بَعَثَكَ بالحَقِّ لا أرزأُ (٤) أحَدًا بَعدَكَ شَيئًا حَتَّى أُفارِقَ الدُّنيا. قال: وكانَ أبو بكرٍ يَدعُو حَكيمًا إلَى العَطاءِ فيأبَى أن يَقبَلَه مِنه، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ -رضي الله عنه- دَعاه ليُعطيَه فأَبَى أن يَقبَلَ مِنه شَيئًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّى أُشهِدُكُم يا مَعشَرَ المُسلِمينَ على حَكيمٍ أنِّى أَعرِضُ عَلَيه حَقَّه مِن هَذا الفَئِ فيأبَى أن يأخُذَه. فلَم يَرزأْ حَكيمٌ أحَدًا مِنَ النّاسِ بَعدَ


(١) الإلحاف: شدة الإلحاح في المسألة. التاج ٢٤/ ٣٥٨ (ل ح ف).
(٢) أخ ٣ رجه أحمد (١٦٨٩٣)، والنسائى (٢٥٩٢) من طريق سفيان به.
(٣) مسلم (١٠٣٨/ ٩٩).
(٤) لا أرزأ أحدا: أى لا أنقصه ولا آخذ منه شيئا. النهاية ٢/ ٢١٨.