كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصوم - باب المسافر يصوم بعض الشهر ويفطر بعضا، ويصبح صائما في سفره ثم يفطر - ج: 8 - ص: 557

عامَ الفَتحِ في رَمَضانَ وصامَ حَتَّى بَلَغَ كُراعَ الغَميمِ. يَعنِى: وصُمْنا مَعَه، فقيلَ: إنَّ النّاسَ قَد شَقَّ عليهم الصّيامُ، وإِنَّما يَنتَظِرونَ ما تَفعَلُ. فدَعا بقَدَحٍ مِن ماءٍ بَعدَ العَصرِ فشَرِبَ والنّاسُ يَنظُرونَ، فأَفطَرَ الناسُ وصامَ بعضٌ، فبَلَغَه أنَّ ناسًا صاموا قال: "أولَئكَ العُصاةُ، أولَئكَ العُصاةُ". مَرَّتَينَ (١). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن عبدِ العَزيزِ (٢). وكَذَلِكَ رَواه ابنُ الهادِ ووُهَيبٌ وعَبدُ الوَهّابِ الثَّقَفِيُّ وحُمَيدُ بنُ الأسوَدِ عن جَعفَرٍ (٣).

٨٢٥٧ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوِىُّ، أخبرَنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ الحافظُ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ ببغدادَ وأبو الأزهَرِ أحمدُ بنُ الأزهَرِ، قالا: حدثنا أبو داودَ الحَفَرِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن الأوزاعِيِّ، عن يَحيَى بنِ أبي كَثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِىَ بطَعامٍ وهو بمَرِّ الظَّهرانِ، فقالَ لأبِى بكرٍ وعُمَرَ: "كُلا". فقالا: إنّا صائمانِ. فقالَ: "ارحَلُوا لِصاحِبَيكُمُ، اعمَلُوا لِصاحِبَيكُمُ، ادنُوَا فكُلا" (٤). تَفَرَّدَ به

---

(١) تقدم في (٨٢٢٦).
(٢) مسلم (١١١٤/ ٩٠).
(٣) أخرجه النسائي (٢٢٦٢) من طريق ابن الهاد به. والطيالسى (١٧٧٢) من طريق وهيب به. ومسلم (١١١٤/ ٩٠)، وابن خزيمة (٢٠١٩)، وعنه ابن حبان (٣٥٤٩) من طريق عبد الوهاب به.
(٤) في حاشية الأصل: "قلت: قوله: "ارحلوا لصاحبيكم، اعملوا لصاحبيكم" كلام مقصوده التنبيه على أن الصائم في السفر كالمكلف رفاقه أن يرحلوا له ويعملوا له، فكأنه يشير إلى أنكما قائلان بلسان الحال: ارحلوا لصاحبيكم، اعملوا لصاحبيكم. ولهذا أتبعه بقوله: "ادنوا فكلا" والله سبحانه أعلم".
والحديث أخرجه أحمد (٨٤٣٦)، والنسائي (٢٢٦٣)، وابن خزيمة (٢٠٣١)، وابن حبان (٣٥٥٧) من طريق أبي داود الحفرى به.