للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَيّانَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ جَميلٍ، حدثنا محمدُ بنُ عمرِو بنِ العباسِ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن طَلحَةَ بنِ يَحيَى، عن عَمَّتِه، عن عائشةَ قالَت: دَخَلَ علىَّ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فقُلتُ: خَبَأنا لَكَ حَيسًا. فقالَ: "إنِّي كُنتُ أُريدُ الصَّومَ، ولَكِن قَرِّبيه وأَقضِى يَومًا مَكانَه" (١).

وكانَ أبو الحَسَنِ الدّارَقُطنِىُّ رَحِمَه اللهُ تَعالَى يَحمِلُ (٢) في هَذا اللَّفظِ على محمدِ بنِ عمرِو بنِ العباسِ الباهِلِىِّ هَذا، ويَزعُمُ أنَّه لَم يَروِه بهَذا اللَّفظِ غَيرُه ولَم يُتابَعْ عَلَيه (٣). ولَيسَ كَذَلِكَ؛ فقَد حَدَّثَ به ابنُ عُيَينَةَ في آخِرِ عُمُرِه، وهو عِندَ أهلِ العِلمِ بالحَديثِ، غَيرُ مَحفوظٍ.

٨٤١٦ - أخبرَنا بذَلِكَ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدٍ الأُرْمَوِىُّ، حدثنا شافِعُ بنُ محمدٍ، أخبرَنا أبو جَعفَرِ ابنُ سَلامَةَ، حدثنا المُزَنِىُّ، حدثنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سفيانُ. فذَكَرَ هَذا الحديثَ باللَّفظِ الَّذِى رَواه الرَّبيعُ، وزادَ في آخِرِه: "سأصومُ يَومًا مَكانَه". قال المُزَنِىُّ: سَمِعتُ الشّافِعِىَّ يقولُ: سَمِعتُ سُفيانَ عامَّةَ مُجالَسَتِه (٤) لا يَذكُرُ فيه: "سأصومُ يَومًا مَكانَه". ثُمَّ عَرَضتُه عَلَيه قَبلَ أن يَموتَ بسَنَةٍ، فأَجابَ فيه: "سأصومُ يَومًا مَكانَه" (٥).

قال الشيخُ: ورِوايَتُه عامَّةَ دَهرِه لِهَذا الحديثِ، لا يَذكُرُ فيه هَذا


(١) أخرجه الدارقطني ٢/ ١٧٧ من طريق محمد بن عمرو بن العباس به.
(٢) الدارقطني ٢/ ١٧٧.
(٣) في ص ٤: "يحتمل".
(٤) في م: "مجالسه".
(٥) المصنف في المعرفة (٢٥٦٠)، والطحاوى في شرح المعاني ٢/ ١٠٩، والشافعي في السنن المأثورة (٢٩٦).