للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولَيسَ له في شَئٍ مِنَ الدُّنيا حاجَةٌ. فجاءَ أبو الدَّرداءِ فرَحَّبَ به وقَرَّبَ إلَيه طَعامًا، فقالَ له سَلمانُ: اطْعَمْ. قال: إنِّي صائمٌ. قال: أقسَمتُ عَلَيكَ لَتُفْطِرَنَّه. قال: ما أنا بآكِلٍ حَتَّى تأكُلَ. فأَكَلَ مَعَه، ثُمَّ باتَ عِندَه فلَمّا كان مِنَ اللَّيلِ أرادَ أبو الدَّرداءِ أن يَقومَ فمَنَعَه سَلمانُ، وقالَ له: يا أبا الدَّرداءِ إن لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًّا، ولِرَبِّكَ عَلَيكَ حَقًّا، ولأهلِكَ عَلَيكَ حَقًّا، صُمْ وأَفطِرْ، وصَلِّ وأْتِ أهلَكَ، وأَعطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّه. فلَمّا كان في وجه الصُّبحِ قال: قُمِ الآنَ إن شِئتَ. قال: فقاما فتَوَضّآ ثُمَّ رَكَعا ثُمَّ خَرَجا إلَى الصَّلاةِ، فدَنا أبو الدَّرداءِ ليُخْبِرَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالَّذِى أمَرَه سَلمانُ، فقالَ له رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا الدَّرداءِ، إنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًّا مِثلَ ما قال لَكَ (١) سَلمانُ" (٢). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن بُندارٍ عن جَعفَرِ بنِ عَونٍ (٣).

٨٤١٩ - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ، حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن قَتادَةَ، عن أبي أيّوبَ، عن جوَيريَةَ بنتِ الحارِثِ قالَت: دَخَلَ علىَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَومَ الجُمُعَةِ وأَنا صائمَةٌ، فقالَ: "صُمتِ أمسِ؟ "


= ومتبذلة: أي لابسة ثياب البِذلة، وهى المهنة وزنا ومعنى، والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة. فتح الباري ٤/ ٢١٠.
(١) في س: "له".
(٢) أخرجه الترمذي (٢٤١٣)، وعنده: "متبتلة". بدلًا من: "متبذلة"، وابن خزيمة (٢١٤٤)، وابن حبان (٣٢٠) من طريق جعفر به.
(٣) البخاري (١٩٦٨).