للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَتَّى إذا كانَت بسَرِفَ عَرَكَت (١)، فدَخَلَ عَلَيها النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فوَجَدَها تَبكِى، فقالَ: "ما يُبكيكِ؟ ". قالَت: حِضتُ ولَم أحلِلْ ولَم أطُفْ بالبَيتِ والنّاسُ يَذهَبونَ إلَى الحَجِّ الآنَ. قال: "فإِنَّ هَذا أمرٌ كَتَبَه اللَّهُ على بَناتِ آدَمَ، فاغتَسِلِى ثُمَّ أهِلِّى بالحَجِّ". ففَعَلَت ووَقَفَتِ المَواقِفَ، حَتَّى إذا طَهَرَت طافَت بالكَعبَةِ وبالصَّفا والمَروَةِ، ثُمَّ قال: "قَد حَلَلتِ مِن حَجِّكِ وعُمرَتِكِ جَميعًا". فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أجِدُ في نَفسِى أنِّى لَم أطُفْ بالبَيتِ حَتَّى حَجَجتُ. قال: "فاذهَبْ بها يا عبدَ الرَّحمَنِ فأَعمِرْها مِنَ التَّنعيمِ". وذَلِكَ لَيلَةَ الحَصْبَةِ (٢). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ وغَيرِه عن اللَّيثِ (٣).

قال الشّافِعِىُّ رَحِمَه اللَّهُ: وكانَت عُمرَتُها في ذِى الحِجَّةِ، ثُمَّ سألَته أن يُعمِرَها فأَعمَرَها في ذِى الحِجَّةِ، وكانَت هذه عُمرَتانِ (٤) في شَهرٍ (٥).

٨٧٩٧ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ


(١) عركت: حاضت. مشارق الأنوار ٢/ ٧٢.
(٢) ليلة الحصبة: هي التي بعد أيام التشريق، وسميت بذلك لأنهم نفروا من منى فنزلوا في المحصب وباتوا به. صحيح مسلم بشرح النووي ٨/ ١٤٤.
والحديث عند المصنف في الصغرى (١٦٩٣) عن الحاكم، وابن وهب (١٥٢)، ومن طريقه ابن خزيمة (٣٠٢٦). وأخرجه أحمد (١٥٢٤٤)، وأبو داود (١٧٨٥)، والنسائي (٢٧٦٢) من طريق الليث به مطولًا ومختصرًا.
(٣) مسلم (١٢١٣/ ١٣٦).
(٤) في الأم، والمهذب ٤/ ١٧٢٤: "عمرتين".
(٥) الأم ٢/ ١٣٥.