حدثنا الحُسَينُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ وأحمَدُ بنُ سلمةَ قالا: حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا حاتِمُ بنُ إسماعيلَ. وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ واللَّفظُ له، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرِ بنِ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ السِّجِستانِيُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ النُّفَيلِيُّ وعُثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ وهِشامُ بنُ عَمّارٍ وسُلَيمانُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ الدِّمَشقيّانِ، ورُبَّما زادَ بَعضُهُم على بَعضٍ الكَلِمَةَ والشَّئَ، قالوا: حدثنا حاتِمُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدٍ، عن أبيه قال: دَخَلنا على جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، فلَمّا انتَهَينا إلَيه سألَ عن القَومِ حَتَّى انتَهَى إلَيَّ، فقُلتُ: أنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ حُسَينٍ. فأهوَى بيَدِه إلَى رأسِى فنَزَعَ زِرِّى الأعلَى، ثُمَّ نَزَعَ زِرِّى الأسفَلَ، ثُمَّ وضَعَ كَفَّه بَينَ ثَديَيَّ، وأنا يَومَئذٍ غُلامٌ شابٌّ، فقالَ: مَرحَبًا بكَ وأهلًا يا ابنَ أخِى، سَلْ عَمّا شِئتَ. فسألتُه وهو أعمَى، وجاءَ وقتُ الصَّلاةِ فقامَ في نِساجَةٍ مُلتَحِفًا بها - يَعنِى ثَوبًا مُلفَفًا - كُلَّما وضَعَها على مَنكِبِه رَجَعَ طَرَفاها إلَيه مِن صِغَرِها، فصلَّى بنا ورِداؤُه إلَى جَنبِه على المِشجَبِ (١)، فقُلتُ: أخبِرْنِي عن حَجَّةِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فقالَ بيَدِه فعَقَدَ تِسعًا، ثُمَّ قال: إنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَثَ تِسعَ سِنينَ لَم يَحُجَّ، ثُمَّ أذَّنَ في النّاسِ في العاشِرَةِ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حاجٌّ، فقَدِمَ المَدينَةَ بَشَرٌ كَثيرٌ كُلُّهُم يَلتَمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ويَعمَلَ بمِثلِ عَمَلِه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وخَرَجْنا مَعَه حَتَّى أتَينا ذا الحُلَيفَةِ، فوَلَدَت أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ محمدَ بنَ أبى بكرٍ، فأرسَلَت إلَى
(١) المشجب: عيدان تضم رءوسها ويفرج بين قوائمها، وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الأسقية لتبريد الماء. النهاية ٢/ ٤٤٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute