وقَد رُوِىَ أيضًا عن غَيرِ أنَسِ بنِ مالكٍ، وفِي ثُبوتِه نَظَرٌ:
٨٩٠٥ - أخبَرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا النُّفَيلِيُّ، حدثنا زُهَيرٌ، حدثنا أبو إسحاقَ، عن مُجاهِدٍ قال: سُئلَ ابنُ عُمَرَ: كَمِ اعتَمَرَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالَ: مَرَّتَينِ. فقالَت عائشَةُ: لَقَد عَلِمَ ابنُ عُمَرَ أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِ اعتَمَرَ ثَلاثًا سِوَى التي قَرَنَها في حَجَّةِ الوَداعِ (١).
كَذا رَواه أبو إسحاقَ عن مُجاهِدٍ، والرِّوايَةُ الثابتةُ عن مَنصورٍ عن مُجاهِدٍ لَيسَ فيها هَذا:
٨٩٠٦ - أخبَرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ إبراهيمَ المُزَكِّى، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ وإِسحاقُ بنُ إبراهيمَ، قال قُتَيبَةُ: حدثنا. وقالَ إسحاقُ: أخبرَنا جَريرٌ، عن مَنصورٍ، عن مُجاهِدٍ قال: دَخَلتُ أنا وعُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ المَسجِدَ، فإِذا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ جالِسٌ إلَى حُجرَةِ عائشةَ - رضي الله عنها -، وإِذا ناسٌ في المَسجِدِ يُصَلُّونَ صَلاةَ الضُّحَى. قال: فسألناه عن صَلاتِهِم، فقالَ: بدعَةٌ. قال: ثُمَّ قالوا له: كَمِ اعتَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أربَعًا، إحداهُنَّ في رَجَبٍ. قال: فكَرِهنا أن نُكَذِّبَه ونَرُدَّ عَلَيه، قال: وسَمِعْنا استِنانَ عائشةَ أُمِّ المُؤمِنينَ - رضي الله عنها - خَلفَ الحُجرَةِ. قال: فقالَ عُروَةُ: يا أُمَّهْ، ألَم تَسمَعِى إلَى ما يقولُ أبو عبدِ الرَّحمَنِ؟ قالَت: ما يقولُ؟ قال: يقولُ: إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اعتَمَرَ أربَعَ عُمَرٍ، إحداهُنَّ في رَجَبٍ.
(١) أبو داود (١٩٩٢). وأخرجه أحمد (٥٣٨٢)، والنسائي في الكبرى (٤٢١٨) من طريق زهير به. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٤٣٣).