للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأمَرَهُم رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يَرمُلوا ثَلاثًا ويَمشوا أربَعًا. قال: قُلتُ: أخبِرنِي عن الطَّوافِ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ راكِبًا، أسُنَّةٌ هو؟ فإِنَّ قَومَكَ يَزعُمونَ أنَّه سُنَّةٌ. قال: صدَقوا وكَذَبوا. قال: قُلتُ: ما قَولُكَ: صدَقوا وكَذَبوا؟ قالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَثُرَ عَلَيه النّاسُ يَقولونَ: هذا محمدٌ، حَتَّى خَرَجْنَ العَواتِقُ مِنَ البُيوتِ. قال: وكانَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لا يُضرَبُ النّاسُ بَينَ يَدَيه. قال: فلَمّا كَثُرَ عَلَيه رَكِبَ، والمَشيُ والسَّعيُ أفضَلُ (١). لَفظُ عِمرانَ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي كامِلٍ الجَحدَرِيِّ (٢).

٩٤٥٣ - وأخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا حَجّاجُ بنُ مِنهالٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن أبي عاصِمٍ الغَنَوِيِّ، عن أبي الطُّفَيلِ قال: قُلتُ لابنِ عباسٍ: يَزعُمُ قَومُكَ أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَد طافَ بالصَّفا والمَروَةِ على بَعيرِه وأنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ! قال: صدَقوا وكَذَبوا. قُلتُ: ما (٣) صدَقوا وكَذَبوا؟ قال: صَدَقوا قَد طافَ على بَعيرِه، وكَذَبوا لَيسَ بسُنَّةٍ؛ إنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يُدفَعُ عنه النّاسُ ولا يُصرَفونَ، فطافَ على بَعيرِه ليَسمَعوا كَلامَه ويَرَوا


= القاضى في "المشارق" وصاحب "المطالع" عن رواية بعضهم قالا: وهو وهم، والصواب: "الهزال" بضم الهاء وزيادة الألف. قلت: وللأول وجه، وهو أن يكون بفتح الهاء؛ لأن الهزل بالفتح مصدر هزلته هزلا كضربته ضربا. وتقديره: لا يستطيعون يطوفون لأن الله تعالى هزلهم. والله أعلم". صحيح مسلم شرح النووي ٩/ ١١، وينظر مشارق الأنوار ٢/ ٢٦٨.
(١) أخرجه ابن حبان (٣٨٤٥) عن الحسن بن سفيان به. وتقدم في (٩٥٣٩).
(٢) مسلم (١٢٦٤/ ٢٣٧).
(٣) بعده في س، م: "قولك".