للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أفَضتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِن عَرَفاتٍ، فلَم يَزَلْ يُلَبِّى حَتَّى رَمَى جَمرَةَ العَقَبَةِ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ قَطَعَ التَّلبيَةَ مَعَ آخِرِ حَصاةٍ (١).

قال الشيخُ: تكبيرُه مَعَ كُلِّ حَصاةٍ كالدَّلالَةِ على قَطعِه التَّلبيَةَ بأوَّلِ حَصاةٍ كما رُوِّينا في حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، وقَولُه: يُلَبِّى حَتَّى رَمَى الجَمرَةَ. أرادَ به: حَتَّى أخَذَ في رَمىِ الجَمرَةِ، وأمّا ما في رِوايَةِ الفَضلِ بنِ عباسٍ مِنَ الزّيادَةِ فإِنَّها غَريبَةٌ أورَدَها محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ واختارَها (٢)، ولَيسَت في الرِّواياتِ المَشهورَةِ عن ابنِ عباسٍ عن الفَضلِ بنِ عباسٍ، فاللهُ أعلَمُ.

٩٦٨٨ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو بكرَةَ بَكّارُ بنُ قُتَيبَةَ القاضِى بمِصرَ، حدثنا صَفوانُ بنُ عيسَى، حدثنا الحارِثُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي ذُبابٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ سَخْبَرَةَ قال: غَدَوتُ مَعَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلَى عَرَفَةَ، وكانَ عبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ (٣) له ضَفيرَتانِ، عَلَيه مَسحَةُ أهلِ الباديَةِ، وكانَ يُلَبِّى، فاجتَمَعَ عَلَيه غَوغاءٌ (٤) مِن غَوغاءِ النّاسِ فقالوا: يا أعرابِىُّ، إنَّ هذا لَيسَ بيَومِ


(١) ابن خزيمة (٢٨٨٧). وأخرجه أحمد (١٨١٥)، والنسائي (٣٠٧٩)، وابن خزيمة (٢٨٨١) من طريق حفص بن غياث به. وعند ابن خزيمة: محمد بن حفص. بدلًا من: عمر بن حفص. وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٣٠١. والحديث صححه الألباني في صحيح النسائى (٢٨٨٤).
(٢) ابن خزيمة عقب (٢٨٨٧). قال الذهبي ٤/ ١٨٩٠: فيه نكارة. اهـ. والزيادة المقصودة هي: "ثم قطع التلبية مع آخر حصاة". وينظر فتح الباري ٣/ ٥٣٣.
(٣) آدم: أسمر. ينظر عمدة القارى ١٦/ ٣٣.
(٤) الغوغاء: السفلة. غريب الحديث لابن الجوزى ٢/ ١٦٧.