للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ودِدْنا أن عثمانَ وعَبدَ الرَّحمَنِ بنَ عَوفٍ قَد تَبايَعا حَتَّى نَنظُرَ أيُّهُما أعظَمُ جَدًّا (١) في التِّجارَة، فاشتَرَى عبدُ الرَّحمَنِ مِن عثمانَ - رضي الله عنهما - فرَسًا بأرضٍ أُخرَى بأربَعينَ ألفَ دِرهَمٍ أو نَحوِ ذلِكَ إن أدرَكَتها الصَّفقَةُ وهِي سالمَةٌ، ثُمَّ أَجازَ قَليلًا فرَجَعَ فقالَ: أزيدُكَ سِتَّةَ آلافِ دِرهَمٍ إن وجَدَها رسولِي سالَمةً؟ فقالَ: نَعَم. فوَجَدَها رسولُ عبد الرَّحمَنِ قَد هَلَكت، فخَرَجَ مِنها بشَرطِه الآخِرِ (٢). ورَواه غَيرُه وزادَ فيه: ولا إخالُ عبدَ الرَّحمَنِ إلَّا وقَد عَرَفَها.

١٠٥٢٢ - وأخبرَنا أبو القاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بن الحَسَن، أخبرَنا عُبَيدُ (٣) اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ، أخبرَنا عثمانُ بن أحمدَ، حدثنا أبو قِلابَةَ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن عبد المَجيد، حدثنا رَباحُ بن أبي مَعروفٍ، عن ابنِ أبي مُلَيكَةَ، أن عثمانَ ابتاعَ مِن طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ أرضًا بالمَدينَةِ ناقَلَه بأرضٍ له بالكوفَة، فلَمّا تَبايَنا نَدِمَ عثمانُ، ثُمَّ قال: بايَعتُكَ ما لَم أرَه. فقالَ طَلحَةُ: إنَّما النَّظَرُ لِي؛ إنَّما ابتَعتُ مُغَيَّبًا، وأمّا أنتَ فقَد رأيتَ ما ابتَعتَ. فجَعَلا بَينَهُما حَكَمًا، فحَكَّما جُبَيرَ بنَ مُطعِمٍ، فقَضى على عثمانَ أن البَيعَ جائزٌ، وأنَّ النَّظَرَ لِطَلحَةَ أنَّه ابتاعَ مُغَيَّبًا (٤).

ورُوِيَ في ذَلِكَ عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولا يَصِحُّ:


(١) الجد: الحظ في الرزق. غريب الحديث لابن الجوزي ١/ ١٤٢.
(٢) مصنف عبد الرزاق (١٤٢٤٠)، ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١١/ ٤٢٩.
(٣) في ص ٥، م: "عبد".
(٤) ذكره المصنف في المعرفة عقب (٣٣١٠). وقال الذهبي ٤/ ٢٠٣٢: فيه انقطاع.