للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"وكُلُّ ما يُكالُ أو يُوزَنُ فكَذَلِكَ أيضًا". قال: فقالَ ابنُ عباسٍ: جَزاكَ اللَّهُ يا أبا سعيدٍ عَنِّي الجَنَّةَ؛ فإِنَّكَ ذَكَّرتَني أمرًا كُنتُ نَسيتُه، أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إلَيه. فكانَ يَنهَى عنه بعدَ ذَلِكَ أشَدَّ النَّهي. قال أبو أحمدَ: هذا الحَديثُ مِن حَديثِ أبي مجلَزٍ تَفَرَّدَ به حَيّانُ (١).

قُلتُ: وحَيّانُ تكَلَّموا فيه (٢)، ويقالُ في قَولِه: "وكَذَلِكَ الميزانُ". في الحَديثِ الأوَّلِ أنَّه مِن جِهَةِ أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ، وكَذَلِكَ هذه اللَّفظَةُ إن صَحَّت، ويُستَدَلَّ عَلَيه برِوايَةِ داودَ بنِ أبي هِندٍ، عن أبي نَضرَةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ في احتِجاجِه على ابنِ عباسٍ بقِصَّةِ التَّمرِ قال: فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أربَيتَ، إذا أرَدتَ ذَلِكَ فبعْ تَمرَكَ بسِلعَة، ثُمَّ اشتَرِ بسِلعَتِكَ أيَّ تَمرٍ شِئتَ". قال أبو سعيدٍ: فالتَّمرُ بالتَّمرِ أحَقُّ أنْ يَكونَ رِبًا أمِ الفِضَّةُ بالفِضَّةِ؟ (٣). فكانَ هذا قياسًا مِن أبي سعيدٍ لِلفِضَّةِ على التَّمرِ الَّذِي رَوَى فيه قِصَّةً (٤)، إلَّا أن بَعضَ الرُّواةِ رَواه مُفَسَّرًا مَفصولًا، وبَعضُهُم رَواه مُجمَلًا مَوصولًا، واللَّهُ أعلَمُ.

١٠٦١٩ - أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو محمدٍ أحمدُ بن عبد اللَّهِ المُزَنِيُّ، أخبرَنا عليُّ بن محمدِ بنِ عيسَى، حدثنا أبو اليَمان، أخبرَنِي


(١) الكامل ٢/ ٨٣١.
(٢) هو حيان بن عبيد الله أبو زهير. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير ٣/ ٥٨، وثقات ابن حبان ٦/ ٢٣٠، والمغني في الضعفاء ١/ ١٩٨.
(٣) تقدم تخريجه في (١٠٥٩٧).
(٤) في حاشية الأصل: بخطه "قصته".