كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلح - باب صلح الإبراء والحطيطة وما جاء في الشفاعة في ذلك - ج: 11 - ص: 523

١١٤٥٩ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ قال: وحَدَّثَنِي ابنُ مالكٍ أنَّ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ أخبَرَه أنَّ أباه قُتِلَ يَومَ أُحُدٍ شَهيدًا وعَلَيه دَينٌ، فاشتَدَّ الغُرَماءُ في حُقوقِهِم، قال جابِرٌ: فأتَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فكَلَّمتُه، فسألَهُم أن يَقبَلوا ثَمَرَ حائطِى ويُحَلِّلوا أبي فأبَوا، فلَم يُعطِهِم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حائطى ولَم يَكسِرْه (١) لَهُم، ولَكِنْ قال: "سأغدو عَلَيكَ". فغَدا عَلَينا حينَ أصبَحَ، فطافَ في النَّخلِ، ودَعا في ثَمَرِها بالبَرَكَةِ. قال: فجَدَدْتُها فقَضيتُهُم حُقوقَهُم، وبَقِيَت (٢) لَنا مِن ثَمَرِها بَقيّةٌ، فجِئتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبَرتُه بذَلِكَ، فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعُمَرَ وهو جالِسٌ: "اسمَعْ يا عُمَرُ مما يقولُ". قال عُمَرُ: إلَّا نَكونَ (٣) قَد عَلِمنا إنَّكَ [رسولُ اللهِ] (٤) فواللهِ إنَّكَ لَرسولُه (٥).

١١٤٦٠ - وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبرَنِي أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ حَليمٍ المَروَزِىُّ، حدثنا أبو الموَجِّهِ، أخبرَنا عبدانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ، أخبرَنا يونُسُ بنُ يَزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ قال: حَدَّثَنِي ابنُ كَعبِ بنِ مالكٍ أنَّ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ أخبَرَه. فذَكَرَه بنَحوِه. زادَ في رِوايَتِه: قال: وقالَ

---

(١) لم يكسره: أي لم يعين ولم يقسم لهم. عمدة القاري ١٣/ ١٦١.
(٢) في حاشية الأصل: "بقى".
(٣) في م: "يكون"، ورسمت في الأصل بالياء والنون.
(٤) في ز، ص ٦: "لرسوله"، وفي ص ٥، م: "لرسول الله".
(٥) أخرجه أبو عوانة (٥٢١٨)، والطحاوي في شرح المشكل (٤٠٤٠) من طريق بحر بن نصر به.