كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الوكالة - باب فضل النيابة عمن لا يهدى - ج: 11 - ص: 584

١١٥٥٠ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ ابنُ المُنادِى، حدثنا أبو بَدرٍ شُجاعُ بنُ الوَليدِ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ مِهرانَ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن أبى البَختَرِىِّ، عن أبى ذَرٍّ قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ ذَهَبَ الأغنياءُ بالأجرِ فقالَ: "ألَستُم تُصَلّونَ وتَصومونَ وتُجاهِدونَ؟ ". قال: قُلتُ: بَلَى، وهُم يَفعَلونَ كما نَفعَلُ يُصَلّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدونَ، ويَتَصَدَّقونَ ولا نَتَصَدَّقُ، قال: "إنَّ فيكَ صَدَقَةً كَثيرَةً؛ إن فى فضلِ بَيانِكَ عن الأرتَمِ (١)؛ تُعَبِّرُ عنه حاجَتَه، صَدَقَةً، وفِى فضلِ سَمعِكَ على السَّيِّيءِ السَّمعِ تُعَبِّرُ عنه حاجَتَه، صَدَقَةٌ، وفِى فضلِ بَصَرِكَ على الضَريرِ البَصَرِ تَهديه الطَّريقَ، صَدَقَةٌ، وفِى فضلِ قوَّتِكَ على الضَّعيفِ تُعينُه، صَدَقَةٌ، وفِى إماطَتِكَ الأذَى عن الطَّريقِ، صَدَقَةٌ، وفِى مُباضَعَتِكَ أهلَكَ صَدَقَةٌ". قال: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أيأتِي أحَدُنا شَهوَتَه ويُؤجَرُ؟ قال: "أرأيتَه (٢) لَو جَعَلتَه فى غَيرِ حِلِّه أكانَ عَلَيكَ وِزرٌ؟ ". قال: قُلت: نَعَم. قال: "أفَتَحتَسِبونَ بالشَّرِّ ولا تَحتَسِبونَ بالخَيرِ؟! " (٣). وروِّينا (٤) هذا مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن أبى ذَرٍّ -رضي الله عنه- (٥).

---

(١) فى حاشية الأصل: "قلت: كذا وقع فى الرواية الأرتم بالتاء المثناة، وكأنه الذى تكسّر كلامه ولا يبينه، فإن الرتم الكسر والله أعلم". وكذا فى حاشية ز، وفيها: "قال شيخنا".
(٢) فى م: "أرأيتم".
(٣) المصنف فى الشعب (٧٦١٩). وأخرجه أحمد (٢١٣٦٣) من طريق الأعمش بنحوه. قال الذهبى ٥/ ٢٢١١: أبو البخترى عن أبى ذر مرسل.
(٤) بعده فى حاشية الأصل: "بخطه: معنى".
(٥) ينظر ما تقدم فى (٧٨٩٩، ٧٩٠٠).