للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم في "الصحيح" عن العباسِ بنِ الوَليدِ النَّرسِيِّ (١).

٨١٣ - أخبرَنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو سَهلِ بنُ زيادٍ القَطانُ، حدثنا أبو يَحيى عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ الدَّيرَعاقوليُّ، أخبرَنا أبو تَوبَةَ الرَّبيعُ بنُ نافِعٍ، حدثنا مُعاويَةُ بنُ سَلَّامٍ، عن زَيدِ بنِ سَلَّامٍ، أنه سمِع أبا سَلَّامٍ قال: حدَّثَني أبو أَسماءَ الرَّحَبِيُّ، أن ثَوبانَ مَولَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كُنتُ قائمًا عِندَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فجاءَ حَبْرٌ مِن أَحبارِ اليَهودِ، فقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا محمدُ. قال: فدَفَعتُه دَفعَةً كادَ يُصرَعُ مِنها، فقالَ اليهوديُّ: لِمَ دَفَعتَنى؟ فقُلتُ: أَلا تَقولُ: يا رسولَ اللَّهِ؟ قال اليهوديُّ: إنَّما نَدعوه باسمِه الذي سَمَّاه به أَهلُه. فقالَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اسمِي الذي سَمّانِي به أَهلِي محمدٌ". قال اليَهودِيُّ: جِئتُ أَسأَلُكَ عن شَئٍ. فقالَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "أيَنفَعُكَ شَئٌ إِن حَدَّثتك؟ ". قال: أَسمَعُ بأُذُّنَيَّ. فنكت رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بعودٍ معه ثم قال: "سَلْ". فقالَ اليَهودِيُّ: أَينَ يَكونُ الناسُ يَومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غَيرَ الأرضِ والسَّماواتُ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هُم في الظُّلمَةِ دونَ الجِسرِ". قال: فمَن أَوَّلُ الناسِ إِجازَةً قال: "فُقَراءُ المُهاجِرينَ". قال اليهوديُّ: فما تُحفَتُهُم (٢) حينَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ؟ قال: "زيادَةُ كَبِدِ النّونِ (٣) ". قال: فما غِذاؤُهُم على إثْرِها؟ قال: "يُنحَرُ لهم ثَورُ الجَنَّةِ الذي كان يُأكُلُ مِن


(١) مسلم (٣١١).
(٢) التحفة: ما يهدى إلى الرجل ويخص به ويلاطف. صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ٢٢٧، والمصباح المنير (ت حـ ف)، والتاج ٢٣/ ٥٢ (ت ح ف).
(٣) النون: الحوت، وجمعه نينان، وزيادة الكبد: طرف الكبد، وهو أطيبها. صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ٢٢٧، وينظر العين ٨/ ٣٩٦.