أبى إسحاقَ، عن أبى عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيِّ قال: لَمّا حُصرَ عثمانُ بنُ عَفّانَ وأُحيطَ بدارِه، أشرَفَ على النّاسِ فقالَ: أنشُدُكُم باللَّهِ، هَل تَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان على جَبَلِ حِراءَ فقالَ:"اسكُنْ حِراءُ، فما عَلَيكَ إلَّا نَبِيٌّ أو صِدّيقٌ أو شَهيدٌ"؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعَم. قال: أنشُدُكُم باللَّهِ، هَل تَعلَمونَ أن رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال في غَزوَةِ العُسرَةِ:"مَن يُنفِقُ نَفَقَة مُتَقَبَّلَةً؟ ". والناسُ يَومَئذٍ مُعسِرونَ مَجهودونَ، فجَهَّزتُ ثُلُثَ ذَلِكَ الجَيشِ مِن مالِى؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعَم. ثُمَّ قال: أنشُدُكُم باللَّهِ، هَل تَعلَمونَ أن رُومَةَ لَم يَكُنْ يَشرَبُ مِنها أحَدٌ إلَّا بثَمَنٍ، فابتَعتُها بمالِي فجَعَلتُها لِلغَنِىِّ والفَقيرِ وابنِ السَّبيلِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعَم. في أشياءَ عَدَّدَها (١).
١٢٠٥٨ - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِيِّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ الصَّباحِ الزَّعفَرانِيُّ، حَدَّثَنَا عَفّانُ، حَدَّثَنَا أبو عَوانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَينٌ، عن عمرِو بنِ جاوانَ، عن الأحنَفِ ابنِ قَيسٍ في قِصَّةٍ ذَكَرَها قال: جاءَ عثمانُ بنُ عَفّانَ فقالَ: أههنا علىٌّ؟ قالوا: نَعَم. قال: أههُنا طَلحَةُ؟ قالوا: نَعَم. قال: أههُنا الزُّبَيرُ؟ قالوا: نَعَم. قال: أههُنا سَعدٌ؟ قالوا: نَعَم. قال: نَشَدتكُم باللهِ الَّذِى لا إلَهَ إلَّا هو، أتَعلَمونَ أن رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"مَن يَبْتاعُ مِربَدَ بَنِى فُلانٍ؟ غَفَرَ الله له". فابتَعتُه - قال: أحسِبُ أنَّه قال: بعِشرينَ أو بخَمسَةٍ وعِشرينَ ألفًا - فأتيتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
(١) أخرجه الترمذى (٣٦٩٩)، وابن خزيمة (٢٤٩١)، وابن حبان (٦٩١٦) من طريق عبيد الله بن عمرو به. وقال الترمذى: حسن صحيح غريب. والنسائي (٣٦١٢) من طريق ابن أبى أنيسة به.