للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبى أُمامَةَ ابنِ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ قال: كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى أبى عُبَيدَةَ ابنِ الجَرّاحِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن عَلِّموا غِلمانَكُمُ العَومَ، ومُقاتِلَتَكُمُ الرَّمى. قال: وكانوا يَختَلِفونَ بَينَ الأغراضِ (١)، فجاءَ سَهمُ غَرْبٍ (٢) فأصابَ غُلامًا فقَتَلَه، في حَجرِ خالٍ له، لا يُعلَمُ له أصلٌ. قال: فكَتَبَ أبو عُبَيدَةَ إلَى عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَسألُه إلَى مَن يَدفَعُ عَقلَه؟ قال: فكَتَبَ إلَيه عُمَرُ: إنَّ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقولُ: "اللَّهُ ورسولُه مَولَى مَن لا مَولَى له، والخالُ وارِثُ مَن لا وارِثَ له" (٣).

١٢٣٣٨ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرِ (٤) ابنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنَا هاشِمُ بنُ القاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن بُدَيلٍ العُقَيلِىِّ قال: سَمِعتُ علىَّ بنَ أبى طَلحَةَ يُحَدِّثُ عن راشِدِ بنِ سَعدٍ، عن أبى عامِرٍ الهَوْزَنِىِّ، عن المِقدامِ صاحِب رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَن تَرَكَ كَلًّا فإلَينا - ورُبَّما قال: إلَى اللهَ ورسولِه - ومَن تَرَكَ مالًا فلِوَرَثَتِه، وأنا وارِثُ مَن لا وارِثَ له، أعقِلُ عنه (٥)


(١) الأغراض: جمع غرض، وهو الهدف الذى يرمى إليه. ينظر التاج ١٨/ ٤٥١ (غ ر ض).
(٢) سهم غرب: بالإضافة وغير الإضافة، قال الكسائى والأصمعى: سهمُ غَرَبٍ، بفتح الراء، وهو السهم الذى لا يعرف راميه، فإذا عرف راميه فليس بغرب. قال أبو عبيد: والمحدثون يحدثونه بتسكين الراء، والفتح أجود وأكثر في كلام العرب. غريب الحديث لأبى عبيد ٤/ ٣٤٤، ٣٤٥. وينظر مشارق الأنوار ٢/ ١٣٠.
(٣) أخرجه أحمد (١٨٩، ٣٢٣)، والترمذى (٢١٠٣)، والنسائي في الكبرى (٦٣٥١)، وابن ماجة (٢٧٣٧) من طريق سفيان به. وينظر كلام المصنّف عليه عقب (١٢٣٤٠).
(٤) بعده في س، ز: "أحمد".
(٥) أعقل عنه: أى أؤدى عنه ما يلزمه بسبب الجنايات التى تتحملها العاقلة. مرقاة المفاتيح ٦/ ٢١٥.