كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الوصايا - باب الوصية بالثلث - ج: 13 - ص: 25

هاجَرتُ مِنها. قال: "إنَّكَ لَعَلَّكَ أن تَبقَى حَتَّى يَنتَفِعَ بكَ قَومٌ ويضرَّ بكَ آخَرونَ، اللَّهُمَّ أمضِ لأصحابِى هِجرَتَّهُم ولا تَزدَّهُم على أعقابِهِم، لَكِنِ البائسُ سَعدُ بن خَوْلَةَ". يَرثى له أن ماتَ بمَكَّةَ (١).

١٢٦٩٤ - وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا زَكَريّا بنُ يَحيَى بنِ أسَدٍ (٢)، حدثنا سفيانُ. فذَكَرَه بنَحوٍ مِن مَعناه إلَّا أنَّه قال: "إنَّكَ لَن تُنفِقَ نَفَقَةً إلَّا أُجِرتَ فيها، حَتَّى اللُّقمَةَ تَرفَعُها إلَى فِي امرأتِكَ". قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ عن هِجرَتِى؟ قال: "إنَّكَ [لن تُخَلَّفَ] (٣) بَعدِى فتَعمَل عَمَلًا تُريدُ به الجَنَّةَ إلَّا ازدَدتَ رِفعَةً ودَرَجَةً، ولَعَلَّكَ أن تُخَلَّفَ حَتَّى يَنتَفَعَ بكَ أقوامٌ ويُضَرَّ آخَرونَ". ثُمَّ ذَكَرَ الباقِى بنَحوِه (٤). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن الحُمَيدِىِّ، ورَواه مسلمٌ عن قُتَيبَةَ وغَيرِه، كُلُّهُم عن سُفيانَ (٥)، وسُفيانُ خالَفَ الجَماعَةَ في قَولِه: عامَ الفَتحِ. والمَحفوظُ عامَ حَجَّةِ الوَداعِ.

١٢٦٩٥ - أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الِإسماعيلِيُّ،

---

(١) أخرجه أحمد (١٥٤٦)، وأبو داود (٢٨٦٤)، والترمذى (٢١١٦)، والنسائي (٣٦٢٨)، وابن ماجه (٢٧٠٨)، وابن حبان (٤٢٤٩) من طريق سفيان به. وقال الترمذى: حسن صحيح.
(٢) في م: "راشد".
(٣) في الأصل، س، ز: "ستخلف".
(٤) أخرجه أبو عوانة (٥٧٦٥) عن زكريا بن يحيى به.
(٥) البخارى (٦٧٣٣)، ومسلم (/ ١٦٢٨ عقب ٥).