قَد وازَى بَعضَ بَنِى الزُّبَيرِ؛ خُبَيبٌ وعَبّادٌ. قال: ولَه يَومَئذٍ سَبعُ بَناتٍ. قال عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ: فجَعَلَ يوصينِى بدَينِه ويَقولُ: يا بُنَىَّ إن عَجَزتَ عن شَئٍ مِنه فاستَعِنْ بمَولاى. قال: فواللهِ ما دَرَيتُ ما أرادَ حَتَّى قُلتُ: يا أبَه، مَن مَولاكَ؟ قال: اللهُ. قال: فواللهِ ما وقَعتُ في كُربَةٍ مِن دَينِه إلَّا قُلتُ: يا مَولَى الزُّبَيرِ اقضِ عنه. فيَقضيه. قال: وقُتِلَ الزُّبَيرُ ولَم يَدَعْ دينارًا ولا دِرهَمًا إلَّا أرَضينَ، مِنها الغابَةُ وأحَدَ عَشَرَ دارًا بالمَدينَةِ ودارَينِ بالبَصرَةِ ودارًا بالكوفَةِ ودارًا بمِصرَ. قال: وإِنَّما كان دَينُه الَّذِى عَلَيه مِنَ الدَّينِ أن الرَّجُلَ كان يأتيه بالمالِ فيَستَودِعُه إيّاه فيَقولُ الزُّبَيرُ: لا، ولَكِن هو سَلَفٌ إنِّى أخشَى عَلَيه الضَّيعَةَ، وما ولِى إمارَةً قَطُّ ولا جِبايَةً ولا خَراجًا ولا شَيئًا قَطُّ إلَّا أن يَكونَ في غَزوَةٍ مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أو مَعَ أبى بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ - رضي الله عنهم -. قال عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ: فحَسَبتُ ما عَلَيه مِنَ الدَّينِ فوَجَدتُه ألفَى ألفٍ ومِائَتَى ألفٍ. قال: فلَقِى حَكيمُ بنُ حِزامٍ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ فقالَ: يا ابنَ أخِى، كَم على أخِى مِنَ الدَّينِ؟ قال: فكَتَمَه وقالَ: مِائَةُ ألفٍ. قال: حَكيمٌ: ما أُرَى أموالَكُم تَسَعُ لِهَذِه. قال: فقالَ له عبدُ اللهِ: أفَرأيتَكَ إن كان ألفَى ألفٍ ومِائَتَى ألفٍ؟ قال: ما أُراكُم تُطيقونَ هذا، فإِن عَجَزتُم عن شَئٍ مِنه فاستَعينوا بِى (١). قال: وكانَ الزُّبَيرُ اشتَرَى الغابَةَ بسَبعينَ ومِائَةِ ألفٍ، وباعَها عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ بألفِ ألفٍ وسِتِّمِائَةِ ألفٍ، ثُمَّ قامَ فقالَ: مَن كان له على الزُّبَيرِ دَينٌ فليوافينا بالغابَةِ. قال: فأتاه عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، وكانَ له على الزُّبَيرِ أربَعُمِائَةِ ألفٍ فقالَ