للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ممَّنِ القَومُ؟ ". قالوا: مِن رَبيعَةَ. قال: "مَرحَبًا بالوَفدِ غَيرَ الخَزايا ولا النَّدامَى". فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا حَيٌّ مِن رَبيعَةَ، وإِنَّا نأتيكَ مِن شُقَّةٍ بَعيدَةٍ، وإِنَّه يَحولُ بَينَنا وبَينَكَ هذا الحَيُّ مِن كُفّارِ مُضَرَ، وإِنّا لا نَصِلُ إلَيكَ إلَّا في [شَهرٍ حَرامٍ] (١)؛ فمُرنا بأمرٍ فَصْلٍ نَدعو إلَيه مَن وراءَنا ونَدخُلُ به الجَنَّةَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "آمُرُكُم بأربَعٍ وأنهاكُم عن أربَعٍ؛ آمُرُكُم بالإيمانِ باللهِ وحدَه، أتَدرونَ ما الإيمانُ باللَّهِ؟ شَهادَةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّهِ، وِإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وصَومُ رَمَضانَ، وأن تُعطُوا مِنَ المَغانِمِ الخُمُسَ، وأنهاكُم عن أربَع، عن الدُّبّاءِ والحَنتَمِ والنَّقيرِ والمُزَفَّتِ - ورُبَّما قال: والمُقَيَّرِ (٢) - فاحفَظوهُنَّ وادعُوا إلَيهِنّ مَن وراءَكُمْ" (٣). رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن علىِّ ابنِ الجَعدِ عن شُعبَةَ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن شُعبَةَ (٤).

١٢٨٤٧ - أخبرَنا الإمامُ أبو الفَتحِ العُمَرِىُّ ناصِرُ بنُ الحُسَينِ، أخبَرَنا أبو محمدٍ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى شُرَيحٍ، أخبَرَنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حَدَّثَنَا


(١) في م: "الشهر الحرام".
(٢) الدباء: القرع، والمراد اليابس منه. مشارق الأنوار ١/ ٢٢٥، والحنتم: الجرار الخضر. والنقير: أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء. والمزفت: ما طلى بالزفت. والمقير: ما طلى بالقار، ويقال له: القير، وهو نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن وغيرها. ينظر فتح البارى ١/ ١٣٤.
(٣) المصنّف في الدلائل ٥/ ٣٢٣، ٣٢٤، والطيالسى (٢٨٧٠). وأخرجه أحمد (٢٠٢٠) - وعنه أبو داود (٤٦٧٧) - وابن خزيمة (٣٠٧)، وابن حبان (١٧٢) من طريق شعبة به. وينظر ما تقدم في (٧٩٧٠) وما سيأتى في (١٢٨٧٦).
(٤) البخارى (٥٣)، ومسلم (١٧/ ٢٤).