للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقامَ حَمزَةُ إلَى السَّيفِ فاجتَبَّ أسنِمَتَهُما وبَقَرَ خَواصِرَهُما وأخَذَ مِن أكبادِهِما. قال: قال عليٌّ: فانطَلَقتُ حَتَّى أدخُلُ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليهم وسلم- وعِندَه زَيدُ بنُ حارِثَةَ، فعَرَفَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في وجهِى الَّذِى لَقِيتُ فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ماذا؟ ". قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما رأيتُ كاليَومِ قَطُّ؛ عَدا حَمزَةُ على ناقَتَىَّ واجتَبَّ أسنِمَتَهُما وبَقَرَ خَواصِرَهُما، وها هو ذا مَعَه شَرْبٌ، فدَعا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- برِدائه فارتَدَى ثُمَّ انطَلَقَ يَمشِى، واتَبَعتُه أنا وزَيدُ بنُ حارِثَةَ حَتَّى جاءَ البَيتَ الَّذِى فيه حَمزَةُ، فاستأذَنَ فأذِنوا له فإِذا هُم شَرْبٌ، فطَفِقَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَلومُ حَمزَةَ فيما فعَلَ وإِذا حَمزَةُ ثَمِلٌ مُحمَزَة عَيناه، فنَظَرَ حَمزَةُ إلَى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فنَظَرَ إلَى رُكبَتِه، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فنَظَرَ إلَى سُرَّتِه، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فنَظَرَ إلَى وجهِه، ثُمَّ قال حَمزَةُ: وهَل أنتُم إلَّا عَبيدٌ لأبِى؟ فعَرَفَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه ثَمِلٌ، فنَكَصَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على عَقِبَيه القَهقَرَى فخَرَجَ وخَرَجنا مَعَه (١). رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن عبدانَ، ورَواه مسلمٌ عن ابنِ قُهزاذَ عن عبدانَ (٢).

١٣٠٨٩ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبَرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ الحُسَينِ القاضِى بمَروَ، حدثنا الحارِثُ بنُ أبى أُسامَةَ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا عليُّ بنُ سوَيدِ بنِ مَنجُوفٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ بُرَيدَةَ، عن أبيه قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَليًّا -رضي الله عنه- إلَى خالِدِ بنِ الوَليدِ -رضي الله عنه- ليَقبِضَ الخُمُسَ، فأخَذَ مِنه


(١) يعقوب بن سفيان ١/ ٢٧٤. وتقدم تخريجه في (١١٩٧٤).
(٢) البخاري (٤٠٠٣)، ومسلم (١٩٧٩/ ٢).