كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب قسم الفيء والغنيمة - باب: الاختيار في التعجيل بقسمة مال الفئ إذا اجتمع - ج: 13 - ص: 318

يَعقوبَ، حدثنا محَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا مِسعَرٌ، عن موسَى بنِ أبى كَثيرٍ، عن سعيدٍ قال: قَسَمَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يَومًا مالًا فجَعَلوا يُثنونَ عَلَيه، فقالَ: ما أحمَقَكُم! لَو كان هذا لِى ما أعطَيتُكُم دِرهَمًا واحِدًا (١).

١٣١٦٩ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ الصَّفارُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ، حدثنا عبدُ الأعلَى بنُ حَمّادٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، حدثنا عاصِمُ بنُ كُلَيبٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قال: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - إذا صَلَّى صَلاةً جَلَسَ؛ فمَن كانَت له حاجَةٌ كَلَّمَه، ومَن لَم تكُنْ له دَخَلَ، فصَلَّى ذاتَ يَومٍ فلَم يَجلِسْ. قال: فجِئتُ فقُلتُ: يا يَرفا أبِأميرِ المُؤمِنينَ شَكوًى؟ قال: لا والحَمدُ للهِ. قال: فجاءَ عثمانُ - رضي الله عنه - فجَلَسَ فلَم يَلبَثْ أن جاءَ يَرفا، فقالَ: قُمْ يا ابنَ عَفّانَ قُمْ يا ابنَ عباسٍ. فدَخَلنا على عُمَرَ - رضي الله عنه - وعِندَه صُبرَهٌ مِنَ المالِ، على كُل صُبرَةٍ مِنها كَتِفٌ، فقالَ: إنِّى نَظَرتُ في أهلِ المَدينَةِ فوَجَدتُكُما أكثَرَ أهلِ المَدينَةِ عَشيرَةً، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه، فإِن بَقِى شَيءٌ فرُدّاه. فأمّا عثمانُ - رضي الله عنه - فحَثا، وأمّا أنا فقُلتُ: وإِن نَقَصَ شَيءٌ أتمَمتَه لَنا؟ قال: شِنشِنَةٌ مِن أخشَنَ (٢)، أما تَرَى هذا كان عِندَ اللهِ ومُحَمَّدٌ

---

(١) أخرجه المروذى في أخبار الشيوخ وأخلافهم (٢٠٦) من طريق جعفر به. وعزاه في الدر المنثور ١٤/ ٣٦٣ لعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب.
(٢) شنشنة من أخشن: أى حجر من جبل، ومعناه أنه شبهه بأبيه العباس في شهامته ورأيه وجرأته على القول. ينظر التاج ١٧/ ٤١٣ (ن ش ش).