للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَهُم: إنَّه قَد جاءَ النّاسَ اللَّيلَةَ ما لَم (١) يأتِهِم مِثلُه مُنذُ كان الإسلامُ، وقَد رأيتُ رأيًا فأشيروا علىَّ، رأيتُ أن أكيلَ لِلنّاسِ بالمِكيالِ. فقالوا: لا تَفعَلْ يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ إنَّ النّاسَ يَدخُلونَ في الإسلامِ ويَكثُرُ المالُ، ولَكِن أعطِهِم على كِتابٍ (٢)، فكُلَّما كَثُرَ النّاسُ وكَثُرُ المالُ أعطَيتَهُم عَلَيه. قال: فأشيروا علىَّ بمَن أبدأُ مِنهُم؟ قالوا: بكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّكَ ولىُّ ذَلِكَ. ومِنهُم مَن قال: أميرُ المُؤمِنينَ أعلمُ. قال: لا ولَكِن أبدأُ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ الأقرَبِ فالأقرَبِ إلَيه. فوَضَعَ الدِّيوانَ على ذَلِكَ، قال عُبَيدُ اللهِ: بَدأ بهاشِمٍ والمُطَّلِبِ فأعطاهُم جَميعًا، ثُمَّ أعطَى بَنِى عبدِ شَمسٍ ثُمَّ بَنِى نَوفَلِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وإِنَما بَدأ ببَنِى عبدِ شَمسٍ أنَّه كان أخا هاشِمٍ لأُمِّه. قال عُبَيدُ اللَّهِ: فأوَّلُ مَن فرَّقَ بَينَ بَنِى هاشِمٍ والمُطَّلِبِ في الدَّعوَةِ عبدُ المَلِكِ. فذَكَرَ في ذَلِكَ قِصَّةً (٣).

١٣٢٠٢ - أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشافِعِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن أبى جَعفَرٍ محمدِ بنِ علىٍّ، أن عُمَرَ - رضي الله عنه - لما دَوَّنَ الدَّواوينَ فقالَ: بمَن تَرَونَ أن أبدأَ؟ فقيلَ له: ابدأْ بالأقرَبِ فالأقرَبِ بكَ. قال: بَل أبدأُ بالأقرَبِ فالأقرَبِ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (٤).


(١) بعده في م: "يكن".
(٢) في ز: "كتاب الله".
(٣) المصنف في الصغرى (٣٨٢٢)، ويعقوب بن سفيان ١/ ٤٦٥ - ٤٦٧ وفيه: ابن المبارك عن عبيد الله ابن عبد الله بن موهب عن أبى هريرة.
(٤) المصنف في المعرفة (٤٠١٦)، والشافعى ٤/ ١٥٨.