للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له سَهمُ وجُمَحُ وعَدِىُّ بنُ كَعبٍ، فقيلَ له: ابدأْ بَعدِىٍّ. فقالَ: بَل أُقِرُّ نَفسِى حَيثُ كُنتُ، فإِنَّ الإسلامَ دَخَلَ وأمرُنا وأمرُ بَنِى سَهمٍ واحِدٌ، ولَكِنِ انظُروا بَنِى جُمَحَ وسَهمًا. فقيلَ: قَدِّمْ بَنِى جُمَحَ. ثُمَّ دَعا بَنِى سَهمٍ، وكانَ ديوانُ عَدِىٍّ وسَهمٍ مُختَلِطًا كالدَّعوَةِ الواحِدَةِ، فلَمّا خَلَصَت إلَيه دَعوَتُه كَبَّرَ تكبيرَةً عاليَةً، ثُمَّ قال: الحَمدُ للهِ الَّذِى أوصَلَ إلَىَّ حَظِّى مِن رسولِه. ثُمَّ دَعا بَنِى عامِرِ بنِ لُؤَىٍّ. قال الشّافِعِىُّ: فقالَ بَعضُهُم: إنَّ أبا عُبَيدَةَ ابنَ عبدِ اللهِ بنِ الجَرّاحِ الفِهرِىَّ لَمّا رأى مَن يَتَقَدَّمُ عَلَيه قال: أكُلَّ هَؤُلاءِ تَدعو أمامِى؟ فقالَ: يا أبا عُبَيدَةَ اصبِرْ كما صَبَرتُ أو كَلِّمْ قَومَكَ، فمَن قَدَّمَكَ مِنهُم على نَفسِه لَم أمنَعْه، فأمّا أنا وبَنو عَدِىٍّ فنُقَدِّمُكَ إن أحبَبتَ على أنفُسِنا. قال: فقَدَّمَ مُعاويَةُ بعدُ بَنِى الحارِثِ بنِ فِهرٍ، فصَلَ بهِم بَينَ بَنِى عبدِ مَنافٍ وأسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى. وشَجَرَ بَينَ بَنِى سَهمٍ وعَدِيٍّ شَيءٌ في زَمانِ المَهدِىِّ فافتَرَقوا، فأمَرَ المَهدِىُّ ببَنِى عَدِىٍّ فقُدِّموا على سَهمٍ وجُمَحَ لِلسّابِقَةِ فيهِم (١).

١٣٢٠٤ - أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ وغَيرُهُما قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا بشرُ بنُ بكرٍ (ح) وأنبأنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، حدثنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المِصرِىُّ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ شُعَيبٍ الكَيْسانِىُّ، حدثنا بشرُ بنُ بكرٍ قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ قال: حَدَّثَنِى أبو عَمّارٍ، عن واثِلَةَ بنِ الأسقَعِ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ اصطَفَى بَنِى كِنانَةَ مِن بَنِى


(١) المصنف في المعرفة (٤٠١٧)، والشافعى ٤/ ١٥٨.