وقال غَيرُ القُتَيبِيِّ في أسماءِ هَؤُلاءِ: فضلٌ وفَضالٌ وفُضَيلٌ وفَضالَةُ. قال القُتَيبِى: والفُضولُ جَمعُ فضلٍ، كما يُقالُ: سَعد وسُعودٌ وزيد وزُيودٌ. والَّذِى في حَديثِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ حِلف المُطيِّبينَ. قال القُتَيبِيُّ: أحسِبُه أرادَ حِلفَ الفُضولِ؛ لِلحَديثِ الآخَرِ، ولأنَّ المُطَيبينَ هُمُ الَّذينَ عَقَدوا حِلفَ الفُضولِ، قال: وأىُّ فضلٍ يَكونُ في مِثلِ التحالُفِ الأوَّلِ فيَقولُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحِبُّ أن أنكُثه وأنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ". ولَكنه أرادَ حِلفَ الفُضولِ الَّذِى عَقَدَه المُطَيِّبونَ. قال محمدُ بنُ نَصرٍ المَروَزِىُّ: قال بَعضُ أهلِ المَعرِفَةِ بالسّيَرِ وأيّامِ النّاسِ: إن قَولَه في هذا الحديثِ: حِلف المُطَيِّبينَ. غَلَطٌ؛ إنَّما هو حِلف الفُضولِ، وذَلِكَ أن النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَم يُدرِكْ حِلفَ المُطَيِّبينَ؛ لأنَّ ذَلِكَ كان قَديمًا قبلَ أن يولَدَ بزَمانٍ، وأمَّا السابِقَةُ التى ذَكَرَها فيُشبِهُ أن يُريدَ بها سابِقَةَ خَديجَةَ -رضي الله عنها- إلَى الإسلامِ، فإِنَّها أوَّلُ امرأةٍ أسلَمَت.
١٣٢١٢ - حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ إملاءً، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا عبدُ الله بنُ أُسامَةَ الحَلَبِى، حدثنا حَجَّاجُ بنُ أبي مَنيعٍ قال: حَدَّثَنِى عُبَيدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ، عن الزُّهرِىِّ قال: كانَت خَديجَةُ -رضي الله عنها- أوَّلَ مَن آمَنَ برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- (١).
١٣٢١٣ - وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبَرَنا أبو العباسِ القاسِمُ بنُ القاسِمِ السَّيّارِيُّ بمَروَ، أخبرَنا أبو الموَجِّهِ، أخبَرَنا صدَقَةُ، حدثنا عبدَةُ بنُ سُلَيمانَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ جَعفَرٍ يقولُ:
(١) الحاكم ٣/ ١٨٤. وأخرجه الدولابى في الذرية الطاهرة (١٦) عن أبي عبد الله بن أسامة به.