للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ يونُسَ بنِ يَزيدَ (١).

١٣٣٩٥ - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بن يَحيَى بنِ عبد الجَبّارِ السُّكَّرِيُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بن مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاق، أخبرَنا مَعمَر، عن الزُّهرِيّ، عن عُبَيدِ الله بنِ عبد اللَّهِ بنِ أبي ثَورٍ، عن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: لَم أزَلْ حَريصًا أن أسأَلَ عُمَرَ - رضي الله عنه - عن المَرأَتَينِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللَّتَينِ قال اللهُ تَعالَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: ٤]. حَتَّى حَجَّ عُمَرُ - رضي الله عنه - وحَجَجْتُ مَعَه، فلَمّا كان ببَعضِ الطَّريقِ عَدَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِحاجَتِه، وعَدَلتُ مَعَه بالإداوَة، فتَبَرَّزَ ثُمَّ أتَى فسَكَبتُ على يَدَيه فتَوَضّأَ، فقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مَنِ المَرأَتانِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللَّتانِ قال اللهُ تَعالَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؟ فقالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: واعَجَبًا لَكَ يا ابنَ عباسٍ! قال الزُّهرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى: كَرِهَ واللهِ ما سأَلَه عنه ولَم يَكتُمْه. قال: هِيَ حَفصَةُ وعائشَةُ. ثُمَّ أخَذَ يَسوقُ الحديثَ فقالَ: كُنّا مَعشَرَ قُرَيشٍ قَومًا نَغلِبُ النِّساءَ، فلَمّا قَدِمنا المَدينَةَ وجَدنا قَومًا تَغلِبُهُم نِساؤُهُم، فطَفِقَ نِساؤُنا يَتَعَلَّمنَ مِن نِسائهِم. قال: وكانَ مَنزِلِي في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيدٍ بالعَوالِي، فتَغَضَّبتُ يَومًا على امرأَتِي فإِذا هِيَ تُراجِعُنِي، فأَنكَرتُ أن تُراجِعَنِي، فقالَت: ما تُنكِرُ أن أُراجِعَكَ؟ فواللهِ إنّ أزواجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُراجِعنَه، وتَهجُرُه إحداهُنَّ اليَومَ إلَى اللَّيلِ. قال: فانطَلَقتُ فدَخَلتُ على حَفصَةَ فقُلتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالَت: نَعَم، وتَهجُرُه إحداهُنَّ اليَومَ إلَى اللَّيلِ. قُلتُ: قَد خابَ مَن فعَلَ ذَلِكَ مِنكُنَّ وخَسِرَ، أفَتأمَنُ إحداكُنَّ أن يَغضَبَ اللهُ


(١) البخاري عقب (٤٧٨٥) تعليقًا من قول الليث عن يونس به، ومسلم (١٤٧٥).