كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب النكاح - باب: كان يؤخذ عن الدنيا عند تلقي الوحى، وهو مطالب بأحكامها عند الأخذ عنها - ج: 13 - ص: 512

هِشام - رضي الله عنه - سأَلَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رسولَ اللهِ كَيفَ يأتيكَ الوَحيُ؟ فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أحيانًا يأتينِي مِثلَ صَلصَلَةِ الجَرَسِ وهو أشَدُّه عليّ، فيُفصَمُ عَنِّي وقَد وعَيتُ ما قال المَلَكُ، وأَحيانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيُعَلِّمُنِي فأَعِي ما يقولُ". قالَت عائشَةُ - رضي الله عنها -: ولَقَد رأَيتُه يَنزِلُ عَلَيه الوَحيُ في اليَومِ الشَّديدِ البَردِ فيُفصَمُ عنه وإِنَّ جَبينَه لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا. قال القَعنَبِيُّ: "فيُكَلِّمُنِي" (١). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ يوسُفَ عن مالكٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن أوجُهٍ عن هِشامٍ (٢).

١٣٤٧٣ - أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، حدثنا عليُّ بن حَمشاذَ العَدلُ، حدثنا الحارِثُ بن أبي أُسامَةَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بن عَطاءٍ، أخبرَنا سعيدٌ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَن، عن حِطّانَ بنِ عبد اللهِ الرَّقاشِيّ، عن عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ - وكانَ عَقَبيًّا بَدريًّا أحَدَ نُقَباءِ الأنصارِ - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نَزَلَ عَلَيه الوَحيُ كُرِبَ لِذَلِكَ وتَرَبَّدَ (٣) له وجهُه (٤). أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ (٥).

---

(١) المصنف في الأسماء والصفات (٤٣٧)، ومالك ١/ ٢٠٢، ومن طريقه أحمد (٢٦١٩٨)، والترمذي (٣٦٣٤)، والنسائي (٩٣٣)، وابن حبان (٣٨).
(٢) البخاري (٢)، ومسلم (٢٣٣٣/ ٨٧).
(٣) تربد: أي تغير وصار لونه كلون الرماد. غريب الحديث لابن الجوزى ١/ ٣٧٣.
(٤) المصنف في الصغرى (٣٢٤٩). وأخرجه أحمد (٢٢٧١٥، ٢٢٧٣٤)، والنسائي في الكبرى (٧١٤٣، ٧٩٨٠)، وابن حبان (٤٤٤٣) من طريق سعيد به. وسيأتي في (١٦٩٩٠).
(٥) مسلم (١٦٩٠/ ١٣)، (٢٣٣٤).