للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَقبَلَ على الحائطِ، فوَضَع يَدَه على الحائطِ ثم مَسَحَ وجهَه ويَدَيه، ثم رَدَّ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على الرَّجُلِ السلام (١).

فهَذِه الرِّوايَةُ شاهِدَةٌ لِرِوايَةِ محمدِ بنِ ثابِتٍ العَبدِيِّ، إِلا أنَّه حَفِظَ فيها الذراعَينِ ولَم يُثبِتْها (٢) غَيرُه، كما ساقَ هو وابنُ الهادِ الحديثَ بذِكرِ تَيَمُّمِه ثم رَدِّه جَوابَ السَّلامِ، وإِن كان الضَّخاكُ بنُ عثمانَ قَصَّرَ به، وفِعلُ ابنِ عمرَ التَّيَمُّمَ على الوَجهِ والذراعَينِ إلى المِرفَقَينِ شاهِدا لِصِحَّةِ رِوايَةِ محمدِ بنِ ثابِت غَيرُ مَنافٍ لَها.

وقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ وأبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأُشنانيُّ قالوا: أخبرَنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ قال: سَمِعتُ عثمانَ بنَ سعيدٍ الدّارِمِيَّ يقولُ: سألتُ يَحيَى بنَ مَعينٍ قُلتُ: محمدُ بنُ ثابِتٍ العَبدِيُّ؟ قال: لَيس به بأْس (٣). كَذا قال في رِوايَةِ الدارِمِي عنه، وهو في هذا الحديثِ غَيرُ مُستَحِقٍّ لِلنَّكيرِ (٤) بالدَّلائلِ التي ذَكرتُها، وقَد رواه جَماعَةٌ مِنَ الأئمَّةِ عن محمدِ بنِ ثابِتٍ؛ مِثلُ يَحيَى بنِ يَحيَى ومُعَلَّى بنِ مَنصورٍ وسَعيدِ بنِ مَنصورٍ وغَيرِهِم (٥)، وأَثنَى عليه مُسلِمُ بنُ


(١) أبو داود (٣٣١)، وأخرجه ابن حبان (١٣١٦) من طريق عبد اللَّه بن يحيى البرلسى به. وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (٣٢٠).
(٢) في س: "يثبتهما".
(٣) تاريخ ابن معين برواية الدارمى ص ٢١٦، وقال الذهبي ١/ ٢١٥: وصح عن ابن معين تضعيفه.
(٤) في س: "للتزكية"، وفي م: "للتنكير".
(٥) أخرجه الجصاص في أحكام القرآن ٣/ ٣٣١ من طريق معلى بن منصور به. والعقيلى في الضعفاء =