للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابنِ حَمدانَ- حدثنا محمدُ بنُ أَيّوبَ، أخبرَنا أبو الوَليدِ، حدثنا سَلْمُ بنُ زَرِيرٍ، قال: سَمِعتُ أبا رَجاءٍ يقولُ: حدثنا عِمرانُ بنُ حُصينٍ أنَّه كان مَعَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في مَسيرٍ فأَدلَجوا لَيلَتَهُم، حَتَّى إذا كانوا في وجهِ الصُّبحِ عَرَّسَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فغَلَبَتهُم أَعيُنُهُم حَتَّى ارتَفَعَتِ الشَّمسُ، فكانَ أَوَّلَ مَنِ استَيقَظَ مِن مَنامِه أبو بكرٍ، وكانَ لا يوقِظُ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مِن مَنامِه أَحَدٌ حَتَّى يَستَيقِظَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فاستَيقَظَ عُمَرُ فقَعَدَ عِندَ رأسِه، فجَعَلَ يُكَبِّرُ ويَرفَعُ صَوتَه حَتَّى استَيقَظَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فلَمّا استَيقَظَ رأى الشمس قَد بَزَغَت قال: "ارتَحِلوا". فسارَ بنا حَتَّى ابيَضَّتِ الشمسُ، فنَزَلَ فصَلَّى، فاعتَزَلَ رجلٌ مِنَ القَومِ فلَم يُصَلِّ معنا، فلَمّا انصَرَفَ قال: "يا فُلانُ، ما مَنَعَكَ أن تُصَلِّيَ مَعَنا؟ ". قال: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّما أَصابَتنِي جَنابَةٌ. فأَمَرَه أن يَتَيَمَّمَ بالصَّعيدِ ثم صلَّى. وعَجَّلَنِي (١) رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في رَكوبٍ (٢) بَينَ يَدَيه لِطَلَبِ (٣) الماءِ، وكُنّا قَد عَطِشنا عَطَشًا شَديدًا، فبَينَما نَحنُ نَسيرُ إذا نَحنُ بامرأةٍ سادِلَةٍ رِجلَيها (٤) بَينَ مَزادَتَينِ، فقُلنا لها: أَينَ الماءُ؟ فقالَت: أَيْهاهْ أَيْهاهْ (٥) لا ماءَ. فقُلنا: كم بَينَ أَهلِكِ وبَينَ الماءِ؟ قالَت: يَوم ولَيلَةٌ. قُلنا: انطَلِقِي إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.


(١) في صحيح البخاري "جعلني".
(٢) ركوب: أي: ركائب جمع رِكاب. هدي الساري ص ١٢٥.
(٣) في س: "فطلبت"، وفي د: "نطلب".
(٤) سادلة رجليها أي: مرسلتهما على الجمل، ويروى: سابلة بالموحدة. هدى الساري ص ١٣١.
(٥) قال النووي: هو بمعنى هيهات هيهات، ومعناه البعد من المطلوب واليأس منه. صحيح مسلم بشرح النووي ٥/ ١٩١.